{] الاغتراب [} - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
شَارِع فِضّي .. (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 5 - )           »          شعور بارد ويد لا ترتجف.. (الكاتـب : عُمق - آخر مشاركة : سالم حيد الجبري - مشاركات : 1 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 604 - )           »          لعنة المزمار .. !! (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 18 - )           »          أطيافُ الحبرِ والغياب! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 2 - )           »          العُتاةُ على العُروشِ! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 2 - )           »          ادعوهم بأسمائهم (الكاتـب : عبدالإله المالك - مشاركات : 6 - )           »          (( شهد .. للحديث بقية ..)) (الكاتـب : زايد الشليمي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 4 - )           »          فن القصيد (الكاتـب : عبود القحطاني - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 1 - )           »          حجرة الذكريات والهروب (الكاتـب : النجلاء - مشاركات : 39 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-06-2008, 01:15 AM   #1
عبد الله العُتَيِّق
( كاتب )

الصورة الرمزية عبد الله العُتَيِّق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

عبد الله العُتَيِّق غير متواجد حاليا

افتراضي {] الاغتراب [}


1/6/1429
5/6/2008
{] الاغترابُ [}

إيَّاكَ و السُّكْنى بأرْضِ مذلَّةٍ
تُعَدُّ فيها مُسِيئاً و إن كنتَ مُحْسنا

تقلباتُ أحوالِ الإنسان في حياته تُلهمه كثيراً من العِبَرِ ، و تجعله في ظلِّ تغيراتٍ متنوعة في معيشته ، تختلفُ من حالٍ إلى حالٍ ، لاختلافِ أسبابِ ذلك ، و بقاءُ الحالِ مُحالٌ .
حين يكون الإنسانُ في محلٍّ هو ليسَ لهُ ، و لا يكون لائقاً بقدرِ ما فيه ، و لا يعرفُ أحدٌ ما لديه ، فإنه سيكون ضائعاً تائهاً ، يتعبُ في مسيرته نحو مراداته ، لقوة الذاتيةِ عنده و التي تُرهقها غَيْبَةُ بصائر من حَولَهُ ، و القوةُ تغلبُ الشجاعة ، و الصبرُ على الكَرِّ المُرِّ بلا أثرٍ لبذرٍ عبثٌ و لهوٌ .
يكون الإنسانُ حينَ ذاك ساعياً في تجليةِ كينونته إنساناً كمَّلَه ربُّه إذْ خلقَه بكثيرٍ من مُغذياتِ إنسانيته ، فيُطعمُ العقلَ بنورِ الفكرِ و المعرفة ، و يُغذيه بأسرارِ الفهمِ ، فلا يكون إلا كصارخٍ في أُذُنِ مَيْتٍ ، و ساكنٍ خرابَ بيتٍ ، لا يأتيه مما يُبديه شيءٌ .
ليتَ حالَه يقفُ عند ذا ، و لكن سيصعُبُ و يَشْتَدُّ حينَ يكون زمانُه رديئاً ناكراً ، فلا يرى حُسْنَه إلا سُوءاً ، و لا زَيْنَه إلا قُبْحاً ، و لا كمالَهُ إلا نقصاً ، هنا يُدركُ تكالُبَ الضباءِ على خراشٍ ، و لا يلومه حين لا يصيد ، و توارُدُ السهامِ إيهامٌ و إبهامٌ .
إن الإنسانَ ليسَ ابناً لأرضٍ بقدرِ ما هو ابن لذاتِهِ ، و ليس منتسباً لأهلٍ كانتسابِهِ لفكرِه ، فهو ابنُ نفسِهِ و منسوبٌ لفكره ، فبهما يكون و يُعتبَرُ ، و ما غَدتِ الأرضُ فخراً و لا الأهلون ظهراً في حالِ إعمالِ الهدمِ فيه ، فهو لهما حين يكونان له ، و أما حين لا فليسَ إلا السعيُ في سبيلِ إيجادِ ناصرٍ و معينٍ .
أدرك أهل الفكرِ ضيْقَ زمانهم عنهم ، و نُفرة آلهم منهم ، فما توانوا عن نَقلِ الرِّجْلِ إلى الأرضِ التي تُبارِكُ البُناةَ ، و تمنحهم إلْفاً و قلباً ، فيعرفون الشيءَ على وجهِ مجيئه صحيحاً بلا اعتلالٍ ، و يُدركونه حَسناً لا قُبحَ يعتريه و يَشُوبُه ، فكانت الأرضُ باركتْ وجودهم فكانوا بُناةً لسماءِ الفكرِ في كوكبِ التقديرِ لذاتِ الصفاتِ الكماليَّةِ الجماليَّة ، و ندبتْ حظها الأرضُ الأُمُّ إن أدركتْ خطيئتها .
فكانتْ منهم شَكوى الزمانِ ، و نقدَ الإنسانِ ، و كُرْهَ المكانِ ، فقد كانت سِهاماً طائشة وُجِّهَتْ نحوَهم فلم يَسْطيعوا لها ردَّاً و لا دفعاً ، و في أشعارهم توصيفٌ سِيَرِيٌّ ذاتيٌّ لتلك الحالِ ، و لا يُلامون .
نَهْجُ الغُرْبَةِ يفعله أربابُ العقولِ الناضجةِ لبناءٍ تكميليٍ لعقولهم ، و لبناءِ صرْحٍ تعليميٍ لفكرِهم ، و لبناءِ جيلٍ تابعٍ في أرضهم ، مَعْ صِدقٍ في توجُّهِ القلبِ نحو فكرِ العقلِ لتركيبِ الكونِ ، فالكونُ أجزاءٌ كثيرةٌ ، و لكلِّ جُزءٍ وظيفةٌ لبناءِ الكون ، و جُزءُ الإنسانِ أشرفها و أسماها ، و وظيفته بأيِّ جزءٍ من الكون ، فالكونُ كلُّه ميدانُ عملِهِ ، فحيثما قَدرَ فليعمل .
إنَّ ناسَ الأزمنةِ يختلفون ، فناسٌ يَدٌ معطاءةُ نفعٍ و بناءٍ ، و ناسٌ يدُ مضرَّةٍ و هدمٍ ، و بِمَن التَصَقَ الإنسانُ اقتبَسَ ، فيسْحَبُ المرءُ من صاحبِهِ خِصالاً و خِلالاً بِعدوى المُجالَسَةِ .
أشدُّ الناسِ مضاضةً على الإنسانِ قريبُ روحٍ مُنِحَ منه كثيراً فكان عونَ سوءٍ لهادمٍ على هدمٍ ، و يَدَ جُرْمٍ في قتلِ رُوحِ فِكْرٍ .
و الأرضُ الوالدةُ حين لا ترعى وليدها تتلقَّفُه أراضٍ تتبنَّاهُ فتُغْدِق عليه من رزقها كلَّ آنٍ و حينٍ ، و المُعطي يُعْطى ، والمانعُ خانعٌ .
ليسَ ألذَّ من اغترابٍ في زمنِ اضطرابٍ ، و من مغادرةٍ لأرْض رَضٍّ ، و من صَحْبِ صَخْبٍ ، و مِنْ أمنٍ أتَنٍ ، و رُبَّ داءٍ دواءٌ .
عَزلُ الذاتِ في نُزُلِ الصفاتِ ، و الاستغذاءُ بمطعومِ الفِكرِ ، جنةُ عدنِ القلوبِ من جحيمِ الأحوالِ ، و " مَنْ فُتِحَ عليه في بشيءٍ فَلْيَلْزمه " .

عبد الله

 

التوقيع

twitter: ALOTAIG


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله العُتَيِّق ; 06-06-2008 الساعة 01:32 AM.

عبد الله العُتَيِّق غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:49 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.