الشيب المنتظر !!
قيلت في الشيخ عبدالله الغصيبي أطال الله في عمره :
أتنظرُ فيّ صباكَ ؟
وترجو من الدهرِ أن يرجعكْ ؟
وتذكرُ أيامك الماضياتِ
كظلٍّ نزلتَ به مستريحاً
فزالَ سريعاً وما ودّعكْ
أراكَ تطيلُ إليّ النظرْ
وتذكرُ عهدَ الشبابِ النديّ
ولو كنتَ تعلمُ ماذا لقيتُ
لزانَ بعينكَ هذا المشيبُ
وعفتَ الشباب النديّ النضرْ
فيا خِلّ جدّي
ويا رُوح جدّي
ويا وجه جدّي الذي لا أراه
كأنيَ حينَ أراك .. أراه
تمهل فإني
أنادي ولكن
يجيب إذا ما أنادي .. صداه
سأعطيك قلبي
وأحلام عمري
وأعطيكَ زهرَ الشبابِ بكفّي
فما زال يشكو انحباس المطرْ
وقد خفتُ يذبلُ من واقعٍ
كريه المعاني شهيّ الصورْ
وأسقِ شبابي من مُزنةٍ
لتبصرَ فيه جميلَ الزهرْ
فما زلتُ أحلم لكن تعبتُ
فلا حسَّ ألقى
ولا من أثرْ
فهاكَ شبابي
حنانيكَ فيه
حنانيكَ في قطعة من فؤادي
عليه الزمان بغى فانتصرْ
وَجُدْ لي بشيبٍ
وقورٍ قريبٍ
لربٍّ رحيمٍ
وعنه تناءتْ صُروفُ البشرْ
فإن كان للقلبِ ما يشتهي
ونلتُ من الدهرِ ما أبتغي
فكلٌّ رضيٌّ بما قد جناه
سأعلمُ بعد المشيبِ بأني
سأقصرُ دون الشبابِ النظر !!
2010 م
1431 هـ