السادة و السيدات الكرام أحييكم جميعا بتحية الخير و السلام ..
حين أقرأ عادة ما تراودني أسئلة كثيرة عما حاولت أن أصنع من فهمي له بعدا ، و أحيانا كثيرة من الصعب علي أن أجد عقلا ليحاورني و يناقشني و في النهاية يقنعني أو على الأقل يعطيني أسبابا و مبررات . و من هذا المنطلق سمحت لفضولي بأن يدفعني لفتح هذا المتصفح لوضع كل سؤال يجول في خاطري ، و ما أتمناه هو : إن بدت أسئلتي سخيفة فخذوني بصبر المعلم و تذكروا أن هذا الشعور إن دلَّ فسيدل على عظم معرفتكم بجانب معرفتي ، و إن ظهر لكم بعض العناد من قبلي في تقبل الآراء فانظروا إلى هذا العناد كفرصة لإظهار كمية معلوماتكم و إثبات صحتها ..
و شكرا جزيلا لكل من علمني شيئا مهما كان ضئيلا فهو في عيني علما ..
مما قرأت و أثارني :
" ذو القريحة يقول ما يقول الناس و لكنه يصوره بقوة ، و يؤديه بدقة ، و ينسقه بذوق ، يهذبه بفن ؛ و ذو العبقرية على نقيضه : ينظر و يشعر و يفكر و يقدر على طريقته الخاصة . فإذا وضع خطة أو رسم صورة أو بحث فكرة أخرجها على طراز فذَّ ، فتحسبها مبتكرة و قد تكون مطروقة ، لأنه استطاع بقوة لحظه و لقانة طبعه أن يريك فروقا لم ترها ، و يقفك على تفاصيل لم تتصورها ، و يفجر لك النهر من حيث لم يستطع غيره أن يفجر الجدول ... و الرجل العادي ينظر بالعين فكأنه لسطحيته لم يرَ ! و العبقري يرى باللمح ، فكأنه لزكانته لم ينظر !!.
على أن هناك فرصا للكمال تجتمع فيها على الوئام العبقرية و القريحة ، فيسلم الفنان حينئذ من التفاوت القبيح بين إصعاده و إسفافه ، أو بين جيده و رديئه ، لأن العبقرية إذا غفت خلفتها القريحة ، و القريحة إذا كبت سندتها العبقرية ، على ذلك نستطيع أن نقول إن أبا نواس و أبا فراس و الشريف من رجال القريحة ، و إن أبا تمام و أبا العتاهية و المتنبي من رجال العبقرية ، و أن البحتري و ابن الرومي ممن جمع في الكثير الغالب بين الموهبتين . "
أحمد حسن الزيات ، كتاب [ مقالات في الأدب ]
سؤالي هو : (1)- هل أستطيع تبعا لهذا الكلام أن أطلق على العبقرية كلمة ( موهبة ) ، و على القريحة كلمة ( مهارة ) ؟؟