•
في كل مرة أجد طريقاً سرياً نحو السعادة
وأحاول السير به
تفاجئُني العثرات في منتصفه
وأعود حافيةً إلى نقطة البداية
بعد أن جرّحت الصخور باطن قدميْ
أشعر بالتعب
أجلس على الأرض
أشعر بالبرد
أتكوّر حول نفسي
أحاول تغطية ساقيْ بفستاني القصير
بعد أن وخزهما البرد
أشعر بالانهيار وأبكي
وخزات ألم القلب
أشد وطأة من وخزات ألم البرد
لم أعد أشعر بالبرد
لم أعد أشعر بشيء
تبلد كل شيء بي
لم أستطع المقاومة
استسلمت
للإعياء
للبرد
للألم
للوحشة
للظلام
للدموع
لا أعلم كم بقيت هناك
فقدت الإحساس بالوقت
شعرت
بيدٍ تسندني وتُجلسني
وبصدرٍ يحضنني
وبذراعٍ تحملني
استسلمت لم أقاوم
كنت أشعر بالإعياء الشديد
وبحاجة لأي حبل نجاة
أتعلق به
وبمناسبة الحديث عن التعلق
ذلك الشعور المزعج الذي يجعلنا ضعفاء
خاصةً إن كان الطرف الآخر لايستحق أن
نصنع من مشاعرنا حبالاً لنتعلق به
التعلق مؤذي للطرفين
متعب
مرهق
خانق
اخشى أن يتعلق الآخرون بي
وأخشى أن أتعلق بهم
لذا أصنع العثرات أحياناً في منتصف الطريق الطويل الموحش المؤدي إلى روحي
كي لا يؤذيها أحدٌ ما حين تتعلق به
وكي لا أؤذي أحدهم حين يتعلق بي
حيث تتشابك حبالنا
وتخنقنا
ونموت
لا أريد أن أموت
مازلت صغيرة لم أطأ عتبة الثلاثين بعد
•