منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - روحي تحتضر بين يديّ .. ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2008, 03:35 PM   #1
صالح العرجان

شاعر

مؤسس

الصورة الرمزية صالح العرجان

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 38423

صالح العرجان لديها سمعة وراء السمعةصالح العرجان لديها سمعة وراء السمعةصالح العرجان لديها سمعة وراء السمعةصالح العرجان لديها سمعة وراء السمعةصالح العرجان لديها سمعة وراء السمعةصالح العرجان لديها سمعة وراء السمعةصالح العرجان لديها سمعة وراء السمعةصالح العرجان لديها سمعة وراء السمعةصالح العرجان لديها سمعة وراء السمعةصالح العرجان لديها سمعة وراء السمعةصالح العرجان لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي روحي تحتضر بين يديّ .. ..



لوهلة ظننت أني لن أدرك عطر أنفاسه الأخير فألجمني الصمت قيد الذهول

حتى وصلت لغرفة الإنعاش حيث تحيط به أجهزة لم أراها من قبل

كل هذا لا يهمني فقط أريد أن أراه فأنا متأكد بأنه عارضٌ وسيزول بدعاء أمه ودمع والده

حضنته وبقايا من روحه ما زالت في أطرافه وكأنها تتثاقل بالخروج للقائي كي توادعني قبل الرحيل

وكأني أحضن قطعه من الثلج بدأ جسمة يزداد برودة أيقنت أني مفارقة كما فارقت أخوته من قبله

سألته بالله مراراً وتكراراً أن يستر ما قصرت به تجاهه إن سأله ربي عن هل حفظ أبوك الأمانة

فوالله ما برحت أسعى بين بقاع الدنيا ألهث باحثاً عن بصيص أمل فيه شفاء له

ضممته أكثر إلى صدري حيث يسكن

سقطت دمعه على خده الطاهر فرمقني ببصر شاخص هو لا يرا أعمى وكأنه يقول لي

رأيت دمعتك أبي


تركني ورحل حيث لم أتركه لـ أرحل

كم من الدهر سأحيي ليل النحيب أبكي فقدك راكان أيكفيك ألف سنة مما يعدون

لا والله ما كفتني وإن رضيت بني


سألت من حولي أن دعونا وحدانا فما زال الوقت مبكر لصلاة الظهر

شرعتُ في غسلة لتكفينه بعد أن قمت برش جسمة الصغير بالمسك والكافور

وكأن النمل يدبي بين لحمي وعظمي ولكن ما باليد من حيلة فإكرام الميت دفنه

أيُدفن من ينبض به قلبي وأنا أرى


ربما كنت في لحظة دفنه أباً دون قلب او شيئاً آخر غير البشر

يتسابق من حولي على هيل التراب فوقه وأنا من يعجن التراب بالماء لسنة الأسلام بسد فراغات اللحد

قبلوا رأسي يعزونني بـ راكان وأن لا أقول إلا كما أمرت الحمدلله إنا لله وإنا إليه لراجعون

وقد علمت أنه يسمع خطاهم حين يغادرون فلم أبرح مكاني ليعلم أني لم أتركه فهو يعرف خط أقدامي

جلست إلى القرب من نصيبته عند رأسه أوصية أن يستر تقصيري إنما سألته الملائكة عن حقوقه

علي وأني لم يسعفني رحيلة مبكراً من أمل زرع شيئٍ من نخاعي بجسمه عله يتحرك ولو لم يعقل

من حوله


رفعت يدي للسماء اقرع أبوابها اسأل ربي هذا راكان فلذة كبدي في ظلمة القبر لا مؤنس له

رحماك أن ظلل عليه وحشته بكرمك فهو ضيفك وأنت أكرم الأكرمين .



أدعوا له بالرحمة فلم يكن إلا ولدٌ بار بـ أباه .

 

التوقيع




:
:
يااامفاتيح الفرج ..
اللي دخل باب الصبر ،
عمره خرج !!؟


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

صالح العرجان غير متصل   رد مع اقتباس