،
أطرُّقُ البَّابَ بِخِفَة ...
لأولِ مَرٍّةٍ أنَا هُنَا ..!
،
كَحبَّةِ أرُزْ ..
سَقطَتْ مِن فَمِ السَّمَاءِ حِينَ تَشرَّنقَتْ حَولَهَا الرَّغبَاتُ ولَمْ تَتحَقَّقْ ولَم تَستقرَّ فَوقَ لِسَانْ..
كَحبَّةِ أرُزْ ..
لَونُهَا أبيَض ، نَبضُهَا مُنفرَّط ، عَينُهَا وَاجِمَة ، لَم تَختَر دَربَها جَيداً ..
كَحبَّةِ أرُزْ ..
لا َتستطيعُ الدِّفَاعَ أو التَّحدُّثَ ، لا تَستطيعُ الحرَّكَة أو الرَّكض ، لا تَستطيعُ مُجابهَة الصُّرَاخَ بمُفرَدهَا ..
تَسلَّقنَا علَى أكتَافِ الوقتِ كَي نُسَهِلَّ لأروَاحنَا سُبُلَ الخلاصِ من النكبَاتِ إذَا مَا قَاومتهَا الرَّغبَاتُ النَاقصَة ولَيستْ العقُوبَاتُ
إلا مِن ظَلامٍ وَ وقتٍ خَؤونْ ..
رَجمَنا العقَارب التِّي لم تَتخلَّى عَن سمُومَها بِحذَر ومَا علمِنَا أن السًّمومَ قَد صَعدتْ لأدمغتنَا وَقت غفوتِنَا ..
رَسمنَا أجنحةً صَغيرَة وشِفاه ناعمة تُحاولُ الغِنَّاء وإن كَانَ صَوتُها في المَاء فمَا حلَّقت الأجنحَة ولا ارتفَع صَوتُ الجمَالْ
يَقيني أن الأشيَاء تعُودُ إلَى الخلِّفِ في الأوقَاتِ التي نَحتاجُ فيهَا طُرقاً نَاجحَة للهرُوبْ..
دُروباً سَريعَة صَوبَ السَّماء ، نَوافذَ مُشرَّعةٌ في الفضَاء ، أنهَارٌ بِوسطِ الجنَّة ..
يَقينِّي أن الأصَابع تُعقَدُ بخيُوطِ العنكبُوت إذَا مَا حَاولتْ شَق نِطاق الدَّائرَة واقتسامهَا للخلاصْ .!
مجذُبُونَ لأرضٍ يَعرِّفُ دُودُهَا مِن أينَ يأكلُنَا ومِن أينَ يستغنِّي مَاؤهَا ومِن أينَ تَجدُ الشقُوق أعظمَ الأمَاكن بجلُودنَا لتنخُرْ.!
نَائمُونَ على بَسيطَةٍ صَلبة لا تعرِّفهَا الشَّمس ولا يَلبسُها القَمر ولا تأكلُها العصَافيرْ ..
مخذُولُونَ من أرواحٍ تَسرُقُ القنَاديلَ في لَيالٍ لَيسَ بهَا حُلمٌ مُضيء..
هَائمُونَ في البَحثِ عَن من يُفسرُّ الرُّؤى ولَسنَا بمِن يتحدَّثُ الصِدقَ ولا يتدَّثرُ بالنُّور ..
السمَّاء مقلُوبةٌ بكأسٍ فَارغَة لا تَحوي الهُّرَاءَ ولا الهَواء ..
وهَذا الزَّمانُ الأزرَق ضَيقٌ ليسَ لهُ بهِ مُتسَّعٌ لمزيدٍ من الشَّكَوى ..
إمَّا أن تخَتصر ، أو أن تَترُكَ حَاجيَّاتهَا وتتَلاشَى .!
فمَا بَالُ الأرصِفة خَرَّسَاء .؟!
..