ذات ليلة ..!!
ليلٌ تغشى بعد أن أُسدل الستار عن أشعة الشمس
ظُلمةٌ حالكة أحاطت هذه البسيطة ...غلفت جدران غرفتي باللون الأسود
ليلةٌ ذات قهر تأتي كلما أذِنَ قاضي الزمن إعدام ساعات العمر ...
ذات ليلة ... ذات وجع !!!
وجعٌ يتغلغل بين هذه الأضلاع تتموسق وناته مع نبضات هذا القلب السجين
ترتسم على شغافه ملامح يُتم ...
هذه الليلة تمحور حولي سور من الأوجاع تركني حبيسة زنزانتاً تحدها
أوتاد نصلها مغروس في خاصرتي يقلبني ذات اليمين وذات اليسار ...
يفترش الأرض تحت قدمي العاريتين بساط من أشواك الصّبار تدميني وغزاتها !!!
استجمع شحوبي والتف حول وجع خاصرتي ...
أنهل من لظى الصبر كؤوس الزُعاف تروي هذا الجسد ...
أهيم بين دهاليز الأفكار وسوداوية الهموم !!
كشبح أرى ظلالي فينكرني النور ليكسوني الرمادي !!
أشعر بالوهن يسلب خفقات روحي ...
على مفترق طُرق أقف تلوكني الاتجاهات لتلفظني بعدها مجهولة الدرب !!!
أمد يدي لأمسك طرف سريري لأدرك جسدي قبل أن يهوي ...
رحماك ربي مجرم هذا الوجع !!!
يلوح في مقلة طفلة تاهت في أعماق هذه الخ ـــنساء !!!
ذكرى أرجوحة خضراء كانت تأرجحني لتنسيني تعب يوم شاق
وشقاوة أطفال الحي !!
في ذهابها ... تهديني نسمات تداعب ضفائري الذهبية أتنفسها كَعبق مستقبل يفتح ذراعه
ليضمني كوريقات ألجوري ...
في إيابها تنذرني أن في قدري سُنةٌ لا تبديل لها عند شفى هاوية مستقر لي !!!
سيبقى الماضي يشدني أليه كلما ما مر حَولٌ ...
يكبر الجسد عاماً وتكبر الروح أعواماً ...
ذات ليلة ...
ذات سعير !!!
ليلةٌ خرجت من عمق السعير تحرق الساعات بين عويل ونحيب هذه الروح
كتعويذةٌ شيطانية لشقائي فلا فجر يبزغ ويعتقني ولا سراب لوجه قمر !!!
ولا بصيص نور يضيء زنزانتي المعتمة ...
أشتعل القلب سُقما !!!
وتمزق هذا الجسد بسكين النحول...
قرأ الليل تراتيل الظلمة على جثماني !!
كقُداس يتلو الفزع نغماً على مسامعي !!
تتقطع أنفاسي ويتحشرج صوتي طالباً الرحمة من خالقي ...
أسكب العبرات دمعاً مدراراً على وجنتي ...
ليغسل برده أثم أوجاعي !!!
وبعد مخاض عسير لبزوغ غَسقٌ آسر للنظر !!!
أتلو صلاة الحمد مستجيرةٌ بالرحمن خالق الأكوان ...
ليلةٌ قد سَرت تركت وشماً على جدار الذاكرة !!!
يثرثرظلامي فلا تأبهوا لهذيانهـ فكما مرت هذهـ الليلة تمر غيرها كل ليلة ... !!!
آمن الليلـ بجَلَدي وصبري ,,, وأمنت هذهـ الخ ــــساء بفَجرٍ سَيُخلق يوماً من أجلها ...
صباح الخ ـــير يا ج ـــروحي !!