منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - بَعَثَت إليَّ بطرفها يتوسَّلُ
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-19-2014, 04:13 PM   #1
زيدون السرّاج
( شاعر )

الصورة الرمزية زيدون السرّاج

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13

زيدون السرّاج لديه هالة مذهلة حولزيدون السرّاج لديه هالة مذهلة حولزيدون السرّاج لديه هالة مذهلة حول

افتراضي بَعَثَت إليَّ بطرفها يتوسَّلُ




بَعَثَت إليَّ بطرفها يتوسَّلُ
وشكى إليَّ فؤادها ما يحمِلُ

ومشت ولما أبصرتني واقفًا
وقفت فأبدت أدمعي ما تجهلُ

كم ليلةٍ سالت ولم تعلم بها
وغدًا تسيلُ كما تشاءُ وأذبلُ

نظرت إليَّ ورقَّصت أهدابَها
فكأنَّ في عينيَّ ما لا يُعقلُ

وكأنَّ بينَ جفونِ عينيها التي
رَقَصَت فؤاديَ إذ تَمُنُّ وتُقبِلُ

يا للهوى من حاكمٍ مستعبدٍ
يسمُ القلوبَ بمن تحبُّ ويكبِلُ

كم شاقني ذاكَ التراشقُ بيننا
بسهامِ أعيننا التي لا تقتلُ

نظراتُنا كانت تَكلَّمُ في الهوى
عنا ونحنُ بما نشاءُ نُئَوِّلُ

نئدُ الكلامَ ونؤثرُ الصمتَ الذي
غَرِدًا على أجنانِنَا يتقوَّلُ

فالهدبُ يسبحُ في الندى مستقبلاً
والشوقُ يُكتبُ في العيونِ ويُرسَلُ

من لي بحمليَ حملَ أحلامي إلى
من لي بها دونَ المدائنِ موئلُ

تلك التي أحيا فؤاديَ حسنُها
وبهِ أنا في كلِّ حينٍ أُقتَلُ

لا الوقتُ يسرِقُ من طلاقةِ وجهها
شيئًا وإن كثرت لديهِ الأنصُلُ

سَكرَى لرؤيةِ حسنهِ فإذا مشت
لم تدرِ أهيَ تسيرُ أم تستبسلُ

تمضي فيخطبُ في الجموعِ جمالُها
فترى الدموعَ من المحاجرِ تهطلُ

وتئنُّ من وقعِ الهيامِ أضالعٌ
وتميدُ من ثِقَلِ الصبابةِ أرجُلُ

وتكادُ تجترحُ الهوى قمصانُها
وبما أظلَّت تحتها تتغزَّلُ

وإذا تَزَيَّت باتساعِ بِجادِها
تيهُ الأنوثةِ كلُّهُ يَتَزمَّلُ

عربيةٌ لو ذاقَ طرفُك وجهَها
لعلمتَ تاريخًا يَجِلُّ وينبلُ

لم يبقَ في دنيايَ بعدَ أفولِها
فصلٌ يُرى أو مشهدٌ يُتأملُ

عبثَ الغرامُ بها ولمَّا أفلتت
منهُ الطريقُ وشت بها والمنزلُ

ترنو إليَّ وقد بخلتُ بها على
ألمِ الهوى وعليَّ ماذا أفعلُ

أمرانِ حمَّلتِ الوهيجَ بعينِها
أقدم وأحجم كي يطاعَ الأوَّلُ

إني أحبكِ يا شفاءَ مواجعي
حبًّا بهِ يُسقى الفؤادُ فيثملُ

ولكم وددتُ مقالَها لكنَّنِي
مذ ضاءَ في عينيكِ ليلٌ أليلُ

ألفيتُ أنفاسي سجينةَ أضلعي
وذهلتُ عن إنجادِها وسأذهلُ

أحسبتِ أنيَ عن غرامكِ راغبٌ
والحقُّ أنيَ من زمانيَ أوجَلُ

وطني الحبيبَ هويتَ بعدَ قطيعتي
حربًا ضروسًا لا تَمَلُّ فترحلُ

عدني بأنَّا سوفَ نُقتلُ قبلما
غدرًا بنا أيدي الصديقِ تُنكِّلُ

يا باسطينَ يدَ الظلامِ على المنى
الحربُ أولُهَا فلا تستعجلوا

هذي الشآمُ قتلتمُ أغرارَها
وبكلِّ كهلٍ من بنيها أخيلُ

ما لي وما للحبرِ أَسقيهِ دمي
فتفيضُ منهُ قصائدٌ تتجلجلُ

وأطيلُ ليلي كي أزيدَ حروفَهُ
ألقًا يليقُ ومن بِذا قد يحفلُ

الشعرُ مثلُ الأمنِ في أوطانِنا
كلٌّ مضاعٌ ما لهُ مستقبلُ

ولقد فتحتُ دفاترًا قد سُمِّيت
كذِبًا دواوينًا لها يُترجَّلُ

فوجدتُ أشباحًا تقولُ طلاسمًا
ووجدتُ ما قالت يُعَزُّ ويُحمَلُ

ورأيتَ شعرَ العُربِ يُجلَدُ ظهرُهُ
بيدِ العبيدِ حقيقةٌ لا تُقبَلُ

يا مبدلينَ هوانَكم بسموِّهِ
عجبًا أفي قطعانِكم من يخجلُ

من قال يا فَتَيَاتُ حِضنَ على السطو
رِ وأنَّ هذا الحيضَ شعرٌ مذهلُ

 

زيدون السرّاج غير متصل   رد مع اقتباس