تَصحو مِن قاعِ النومِ، مُثقَلاً بحكايَا الأحلامِ السَخيفٓةِ، يَمتَطِي قَلبُكَ جوادَ البداياتِ، وَ ينطلِقُ بِكٓ إلى مُدِنِ الحياةِ!..
تَشرَبُ فنجاناً من القهوَةِ رغمَ إقلاعِكَ عنهَا..تَميلُ بِرأسِكَ نحوَ ثغرِ الفنجانِ، حيثُ تتصاعَدُ الأخبارُ من هناكَ، حبلى بالحَظِّ..
و صورِ الموتِ ، وَ تمتماتِ النسوةِ على الطرقاتِ!..
تُعاصِرُ الصباحَ، فَترتَدي شمسَكَ الخاصّةَ جداً، و تُقحمُ نَفسَكَ في وسيلةِ نقلٍ بلا وجهةٍ، تُوصِلُكَ حيثُ تُستطيع نقر حرفٍ من حروفِ اسمكَ الطويلةِ..
قاهراً ما يعتملُ داخلَكَ من تهميش! ..
تضحكُ كأنّ السعادَة سكنَت فيكَ..
و تُبادِلُ التحايا مع باعَةٍ متجوّلينٓ لا تعرِفهم، لكنّكَ تجزِمُ في عقلِكَ بتفاصيلِ قِصَصِهم المُوغِلةِ بالوَجعِ و الدهشة..
و أنتَ في طريقِ عودَتِكَ إلى حضنِ الليل، مُشعّثَ النَفسِ، و ملامِحُكَ باهتةٌ، و التعَبُ يُغرقُكَ فيه..ترمي حجراً صغيراً في بِركَةِ مُستَقبَلِكَ ، فَ تولَدُ كذا حلقةٍ فيها..
تُنبِؤكَ بأنّ لحظاتٍ آتية سَتُعيُد صياغَتَكَ ، و أنّ سنّارَتَكَ قد تصطادُ لؤلؤةً من جوفِ محارةٍ راكدةٍ في قعرِ القدر..
تَمسَحُ وجهكَ بكلتا يَدَيكٓ..
تُخالِطُ النجومَ، كأنهنّ صديقاتُ الأوقاتِ الحالكةِ، تُعاقِرُ آخر صفحاتِ كتابٍ مَلّ مِنكَ لكثرَة ما أعدتَ قراءَتهُ..
تَحلمُ مُجدداً بِنهايَةِ العالِمِ، لكنّك لا تستيقظُ فَزِعاً!..