[سالم حيد الجبري]

أنتِ يا سيدتي حيوان ناطق قيل عنه بشرا !!
وأنتم أيها البشر متخلفون !!
معقدّون !!
أنصاف مجانين !!
جهلة !!
طبعاً أنتِ منهم إن لم تكوني أولهم !!
أصولكم الصلصال ( التراب )
أصولكم لا تختلف عن أصول تلك الديدان التي جاءت من الفضلات بولادة ذاتية !!
نعم أنتم ديدان ولدت ذواتها،
وارتقت !!
ربما طارت طوراً كما الفراشات هنا،
وهناك !!
وربما جرت طوراً تجر أذيالها كما الفئران،
والجرذان،
وربما زحفت كما الأفاعي،
والثعابين !!
وربما برزت كما السُّلحفاة،
والحرباء !!
لا بد يا سيدتي إن كائناً ما فضائياً كان في رحلة إلى كوكبكم البليد، والأهبل،
وجلس في مكان ما من هذا الكوكب،
وافترش طعامه،
وعندما أنتهى من وجبته،
أخذ فضلات الطّعام المتبقية،
ودفنها تحت التّراب،
فوّفرت لها الطبيعة عناصر الحياة
الرطوبة، والحرارة، والأوكسجين،
فخرجت ديدان بولادة ذاتية،
وكان فيها الذّكر، والأنثى،
فتزاوجت، وانتجت مخلوقات ذات مواصفات مختلفة،
وهكذا تداولت فيكم الطبيعة الأطوار،
وانتقلتم من طور إلى آخر حتى وصلتم إلى طور الانسان،
ومع ذلك ما زالت كروزومونات الزّواحف،
والحيوانات باقية فيكم إلى اليوم هذا !!
ما زلتم تمارسون الوحشية فيما بينكم،
وتمارسون التخفي، والخداع كما أجدادكم من الزواحف، والحشرات،
بل إنكم تفاخرون بالأسماء الوحشية التي تسمّون بها أولادكم !!
فهذا فهد، وذاك سيف.. هذا أسامة، وذاك جبل.. هذا عقاب، وذاك صخر، وهذا حجر، وذاك أمرؤ القيس، وهلم جر !!

تبّاً لكِ.. أقصد تباً لكم !!