منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قبلَ الفِراقْ !
الموضوع: قبلَ الفِراقْ !
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-30-2014, 12:57 PM   #1
عمّارْ أحمَدْ
( كاتب )

الصورة الرمزية عمّارْ أحمَدْ

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1117

عمّارْ أحمَدْ لديها سمعة وراء السمعةعمّارْ أحمَدْ لديها سمعة وراء السمعةعمّارْ أحمَدْ لديها سمعة وراء السمعةعمّارْ أحمَدْ لديها سمعة وراء السمعةعمّارْ أحمَدْ لديها سمعة وراء السمعةعمّارْ أحمَدْ لديها سمعة وراء السمعةعمّارْ أحمَدْ لديها سمعة وراء السمعةعمّارْ أحمَدْ لديها سمعة وراء السمعةعمّارْ أحمَدْ لديها سمعة وراء السمعةعمّارْ أحمَدْ لديها سمعة وراء السمعةعمّارْ أحمَدْ لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي قبلَ الفِراقْ !


.
.
أيّتُها الشّفافةُ .. وَ إن ما إصطبرتِ على ذبحِي
قبلَ الفِراقِ تعالِي ..
فإنّ قلبِي ليسَ مؤهّلاً أبداً لحملِ كُلّ هَذا الأسَى ..
لأبدُوَ كهلاً تخونهُ إرتعاشاتِ قبضتِه .. و يُكبّلهُ عجزُ السّنينْ
و لا أنا قويٌّ بِما يكفِي ، لأعلنَ جفافَ أرضِيَ باكراً
وَ ما زالَت أغصانِي يافعةً ..
يُلطّخُها شَيءٌ مِن حياةٍ مَا ..
وَ يعلُوها شَيءٌ مِن جنونٍ و أملٍ بلا إنقطاعْ ..
فلربّما ستُزهرُ بساتينِي مُجدّداً ..
ليتمخّضَ الصبرُ فِي جُذورِيَ عن طلعٍ نَضيدٍ ..
وَ فاكهةٍ صيفيّةٍ تسرّ الناظرينْ !
***
أيّتُها المُسافِرةُ فِي فِكري كأسرابٍ مِنَ الحَمامِ ..
و المُحلّقةُ فِي سَماءِ وجعِي غُيوماً مُرهقةً مِن ثِقلِ اشتياقِي ..
قبلَ الفِراقِ .. اقتربِي منّي ،
فإنّ رُوحِي ليسَت مُهيَأةً أبداً ..
لابتلاعِ كُلّ هذهِ المأدباتِ مِن شوكِ الجراحاتِ على مضضْ ..
وَ أنا ما زِلتُ كما كُنتُ ، رجلاً عاديّاً
أنفّذُ وصيّةَ أبِي بكُلّ حذافيرهَا ..
حينَ علّمنِي بأنّ العشقَ لا قواعدَ لهُ وَ لا شرائعَ ..
و أن لا غالبَ فِي الحُبِّ إلا الحُبّ ..
دُونَ أن يهمسَ شَيئاً عن فُنونِ المكرِ و الخديعَة ..
و لا عَن أساليبِ الكرّ و الفرّ فِي الحُبّ الّتي تُتقنينها ..
أفلا شَيئاً مِن رحمةٍ لتلميذٍ لَم ينتفِعْ قطُّ ..
مِن كُلّ علمهِ النّاقصِ إلا أن يبقَى بشجاعةِ المُحاربينَ الأغبياءِ ..
يلعقُ جراحهُ و يرقدُ مِلءَ صُدفةٍ شهيّةٍ حَمقاءٍ بينَ أحضانِ الحَنينْ ..
كما رجلِ الثّلجِ يُهلّلُ النّاسُ لهُ فرحاً ..
لكنّهم يتركونهُ وحيداً ما إن يأوِي اللّيلُ أو يذوبُ حَنيناً !
***
أيّتُها المُذهلةُ كليلةٍ شتويّةٍ ماطرةٍ ..
أو كبحرٍ لَا تُشرقُ الشّمسُ فوقَ سَواحلهِ ..
خجلاً مِن أن توقظهُ مِن نومهِ الجَميلِ الدافئ ..
قبلَ الفِراقِ .. تعالِي
فإنّ جسدِي ليسَ قويّاً لإحتمالِ كُلّ سياطِ القهرِ هذهِ ..
وَ هيَ تهوِي كحربٍ طاحنةٍ لتأكلَ مِن لحمِي وَ دمِي ..
و لا أنا وريثٌ للأوجاعِ على إمتدادِ سَماءٍ ..
كَي أشقَى بهذِي التركة الثقيلة مِنَ اللاشَيءِ و الفراغْ ..
فاقتربِي و لا تُذهلِي إن بكيتُ كعصُفورٍ فقدَ جناحهُ الّذي يُحلّقُ بهِ ..
وَ لا تتفاجِئي إن أبصرتنِي ألوكُ الهمّ بتجهّمِ ملكٍ مخلوعٍ ..
أو أنحبُ بصمتِ مُحاربٍ خاسرٍ ..
تعالِي يا موتِيَ الشهيّ .. وَ قبلَ الفِراقِ فلتعلمِي ،
هَذا القلبُ مهمَا تغرّبّ ، أو إستهواهُ ظلّاً آخراً .. أو راودهُ عَن نفسهِ وطنٌ آخر ..
فإنّي سأبقَى كما كُنتُ دوماً .. مُسافراً عنكِ إليكِ
وَ مذبوحاً بكِ .. رغمَ إلتياعاتِ الرحيلِ بلا ذنبٍ ..
وَ ستبقَى عيناكِ .. نُقطةُ الوصولِ الأخيرةِ لحقائبِي ..
حتّى و إن شيّعني حُبّكِ إلى مثوايَ الأخير ..
سأرحلُ و أنا أحملهُ معي ..
و ستبقَى .. ستبقَى عيناكِ يا قمرِي ، ملاذِيَ الأولُ و الأخيرْ !

" عَمّارْ أحمَدْ "

 

التوقيع


إن الأيام معارك وحروب،
وأنت سلاحي الوحيد.

عمّارْ أحمَدْ غير متصل   رد مع اقتباس