منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قـد نـويـتُ الـغـيـاب !
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2011, 06:11 PM   #1
رُوح
( كاتبة )

الصورة الرمزية رُوح

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 37268

رُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي قـد نـويـتُ الـغـيـاب !


قد نويتُ الغياب ..
فأعطني من عينيك نورا
يضيء هذي الدرب أمامي ..
يخترق الضبابْ

قد نويت الغياب ..
فأعطني من إيمان روحك قبسا
يبقي هذا القلب حيا ..
على أمل الإيابْ ..

نعم ، قد نويت الغياب ! فلم أعد أستطيع أن أستمرّ في الحلم . أنت تعلم وأنا أعلم أنّه يتوجب على أحدنا أن يستيقظ و يصفع حلم الآخر بالحقيقة ؛ فيقتله ، كما في كلّ الحكايات ، فلا تقاوم تلك الصحوة .
ربما سيكون ما أقوله منتهكا جدا ، ومُعادا إلى حد الإشباع . كنت قد اعتدت على السخرية من تلك العبارات التي تُقال وقت الوداع ، لكنّني الآن أعلم مدى صدقها لأنّي أعنيها حقا .
أجل ؛ كنتَ أنت الأمل الذي يبقيني حيّة طيلة هذه الأيام العصيبة ، و كنت شمسا خاصة بي ـ لا تغيب أبدا ـ تجعلني أعشق يومي لأنك موجود على الدوام .
قبل أن أعرفك ؛ كنت أبكي في كلّ صباح لأنّني لا أملك ما أعيش يومي لأجله . أستسلم لما حلّ بي ، و بالكاد أتنفّس ، و لكن ؛ حدث ذات حظّ رائع أن التقيت بك . و جئت أنت ، ليس على حصان أبيض كما كنت أتمنّى ، إنّما بقلبٍ أبيض جدا ، يكاد يستحيل شفافا لفرط رقّتك ، و جعلت منّي روحا نهمة للحياة ، مقبلةً عليها كما لم يُقبل أحدٌ من قبل .

جعلتني أرى السماء وكأنّي أراها للمرة الأولى ، و صرت قادرة على ملامسة روح الألوان في هذه الدنيا ، خلعتُ ثياب السواد واكتسيتُ الحياة . و زرعتُ روحي زهرة لتنبتَ على دفء كفّيك .
عشقت الليل بعد أن عرفتك ، و صرت أترصّد خلوات النفس لأحظى بابتسامة ـ على خجل ـ وأنا أفكّر بك .
أهملتُ كلّ ما قد يقف في طريقي لأنّني كنت أحتاج أن أفرح معك ، أن أحبّك أكثر ، لكنّ الوقت يمضي ، ولم يعد أمامي متسعٌ للحبّ فيه .
شيء ما كان يحدّثني بأنّك أجمل من أن تكون حقيقة ! وبأنّ ما بيننا أكثر مثالية من أن يتمّ يوما ! وأنّ السعادة التي عشناها معاً ، أكثر من أن نحتملها ـ و نحن المعتادون على الحزن ـ .
قد نويت الغياب ؛ ولا أملك أعذارا حقيقية . أنا فقط أخاف من أن ينتهي ما بيننا يوما دون أن أحظى بفرصة لالتقاط أحلامي ، و إنقاذ ما تبقى من أمل في عينيّ ! سأغيب وأنا ما زلت أهواك كي تبقى ذكرياتي عنك أجمل ، سأهرب من عينيك لتبقى ذكريات نظراتك العذبة مزهرة في روحي ، سأرحل عنك ولا أريد أن أرى دمعا في عينيك .
ولكنّي لن أرحل أبدا دون أن أودّعك ..
فدعني أنسى اسمي لحظةً واغمرني بقوّة ، دع رائحة سجائرك تحتلّ عطري و تصادره . دع زفراتك الحيرى تحبس أنفاسي المضطربة ، دع دمعات عينيك تختفي ، و دع صوتك يستبيح صمت الوداع ، دعني أودّعك باسم العينين ، دعني أودّعك كما أنت ، دعني أودّعك بسعادة و سأذرف دموعي لاحقا على حبّ اخترتُ له أن يموت في بواكيره ضعفا و خوفا .
سأبكي ملئ عينيّ ندما ، و سأناجي طيفك كل ليلة ، سأغمض على وجهك جفنيّ ، وأبحر معك في ذكريات كانت لتصير أجمل لو كنت حاضرا فيها .
دعني أحبّك هذه الليلة كما يليق بقصتنا ، ثمّ دعني أختفي بطرفة عين ، و اطوِ أنت حنينك ، لملم بقايا الشوق ، و خذ نفسا عميقا ، أدر ظهرك لي غير خائنٍ و لا بائع ، ميمّما نحو النسيان بقلبك . إنما كن مطمئنا ، فلن أغمد حزني في جيبك أبدا ، و لن أسكب الخيانة في طريقك .

 

التوقيع

لأنني أنا ..
أرفض تماما أن أتلاشى في ظِلّ غيري ..

رُوح غير متصل   رد مع اقتباس