منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الصبح الرحيم .. في عيونكم .!
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-2008, 02:40 PM   #7
ظافر الهرمسي الهاجري
( شاعر وكاتب )

افتراضي


1 .

مشتااق ..
الله يلعن هـ الحنين البارّ لـِ غيابك ..
يـ البعيد .. البارّ لـِ غيابه .!
وأنت وينك ؟!


--- عندما يصل الإنسان إلى مرحلة متقدمة من التهكم ( يلعن )!
وهكذا لعن الشاعر الحنين .. لا لشيء سوى أنه بار لهذا الحزن المرتبط بغياب الأحبة ، ويواجه نفسه بإلحاح: أنت وين ؟
ويصرخ في داخله ( أنت وينك )
وهنا .... تمتزج جميع مستويات المعناة .. في سؤاله المختصر : أنت وينك .... وكأنها متكررة ألف مرة بأشكال ٍ مختلفة وأصوات ٍ مترددة لسؤال ٍ يخرج وهو مجهول المصير ، هل كان السؤال للحبيب، أنت وينك ؟ أم للحنين أنت وينك ؟ أم للغياب أنت وينك ؟


ما سألت اش لونها الاحداق ؟!
والباكي .. على الذكرى حبيبك ..


التجاهل حد الذروة .. حتى بدأ يفقد بريق العينين ، بدأ يتناسى عيون حبيبه .. بدأ يبتعد ! ( لعل الشاعر دائما ً كان يسال عن عيون الحبيب ... وشلونها عيونك اليوم ؟ ) لعله كان كذلك .. فهو المشتاق ) والمعنى = ما سألت أشلونها الأحداق =
كأنه يقول : انا ما سألت وكأنه يقول في الوقت ذاته : أنت ما سألت … جميل أن يعيش الإنسان في روح الحبيب .. تكون هناك حميمية للعاطفة للأحاسيس للألتصاق الروحي.


الله يهديك ويجيبك
..الله ياخذني ويجيبك
هدني /. هذا الحنين الشاق
هاتك أبكي لك على أيدك ..!


هات/كــــ أبكي لــ/كــ على أيدك
أتفقنا .. أن هناك روحين في شخص أو لنكن أكثر تعبيرا ً شخصين تشاطرا روح ٍ واحدة فقط .

أنا ما قلت لك : لا تعـوّد عيـوني على غيابك
هذاني من رحلت ودمعـتي ./ ما ضفها منديل


قد ولد الغياب دموع لا تتوقف وحلم لا ينقطع ، إلا أن الواقع كان حجر عثرة لهذه الصورة المؤلمة والواقفة على مشهدها الآتي :
( هذاني من رحلت ؟ من الراحل ... يقول المتنبي :
إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا
ألا تفارقهم .... فالراحلون هم
برحيل الحبيب يرحل كل شيء فلا يبقى سوى الخيالات السريعة، تمر على شكل ( الفلاش ) سرعان ما تختفي وتموت، أشارات مضيئة مليئة بالخوف من البعد وما يصاحبه من شعور سيء.. صحيح أنها لحظات تتكئ على الصدر حتى يفقد بعض ٌ من رئتيه، يتنفس الإنسان بعدها بصعوبة جدا ً.


على ذكرى مطر سوسنت لك حلم /. وكبا ترابك
على بابك عزفت الريح موال الدعا /. واللـيل


كيف يسوسن الحلم ؟ : الحلم باب يُفتح رغم أنف الإنسان ، الأنسان ذلك الهارب من الواقع ، يجد الحلم قشة ويحاول أن يتعلق بها ، على ذكرى مطر في هذه الكلمات دهشة عارمة وربكة، كلمات متداخلة يصعب التنبئ بما يدور في خلد كاتبها ولكن لو قال: على ذكرى المطر .... ادآة التعريف تغني عن السؤال ( من مطر ! )- سيتضح أن هناك ثقل بالوزن بأدراج ألــ التعريف للمطر -.
لماذا زهرة السوسن ؟ في الأساطير تعني رسولة الرب وتربط الارض بالعوالم الأخرى وهي في بعض الحضارات ترمز للسلطة.
أذا ً أستطاع عبدالعزيز أن يرمز لذاته الحالمة بالسمو والرقي والسلطة، واستطاع كذلك أن يبوح بسر عظيم أنه الرابط الوحيد للطرف الآخر لكل شيء في هذا الوجود، وكأنه صنع من ذاته باب للحبيب يمر من خلاله للحياة.


يـ قلبك كيف طاوعك الشعور تهشّم أحبابك ؟
لِما ؟! وتعلم الحـاجة يدين الكـبريا /. التطبيل


تشكل في ذهن الشاعر صورة الحبيب على شكل قلب ينبض، وهذا بالفعل يحدث، فعندما نكون بالقرب من الأحبة فكل شيء ينبض بنا، حقيقة لا خيال.
لذا ليس من الغريب أن يرى الشاعر الحبيب في صورة قلب .. جردنا الشاعر من التركيز ليحصرة في خانة أخرى .. يا قلبك .. من يحاكي ؟ يا قلبك .. من يشاور ؟ يا قلبك ... من يجاذبه أطراف الحديث ؟؟؟ من يستطيع الإجابة !
الكسر الذي لا يجبر هو كسر الخواطر ( تهشم أحبابك )
بأي أداة ٍ يمارس بها الحبيب الكسر – التهشيم - .
الكبريا/ التطبيل ...
لِما ... مراعاة للوزن ومراعاة للأذواق كانت لِما هنا ...
فلِما هي اختصار لــ ماذا ؟ ليه ؟ ليش ؟ .
وقد يكون أسم ( لِما ) وبه أسقط الشاعر أستفاراته
وكأنه يناديها ( لِما ) ويعود ليحاكي نفسه ( وتعلم الحاجة ) ( يدين الكبريا / التطبيل ).
هذا البيت به تحايل قوي أستطاع الشاعر تسويقه بين ثنايا القصيدة، به رتم نفسي عالي المستوى في فهم الشاعر لعالمه الخاص ، هو بأختصار أن التطبيل غالبا ً يخلق في النفس الكبرياء، وحتى لو لم يكن له داع ٍ ذلك التطبيل، فكأن الشاعر هنا يلوم نفسه بأنه خلق الكبرياء لمحبوبه.


تعال أبكيك من طق طق الين القاني فـ هدابك
هِنا بحييك فـ جدار السماء شباك /. من قنديل


تعال: وهو على علم ( أي الشاعر ) بأنه لن يأتي ، ولكنه يغريه بالبكاء ( تعال أبكيك ) لترحل .. لا ترحل قبل أن أشوفك وابكيك ( من طق طق ) طق طق صوت لعدة أشياء صوت المطر وهو يهطل وصوت الباب وهو يطرق وصوت الأسنان وهي تقضم وصوت الأصابع وهي متشابكة – وهو صوت للحسرة أحيانا ً – لأنه البعد الغير محسوس لضيقة الصدر.
لسان حال الشاعر وهو يقول : تعال أبكيك ... وإلا سأفقدني ( سأفقد الكثير مني ) تعال أبكيك كي أجدني ( أجد الكثير مني ) في أهدابك ...
أحسست بعد هذا الشطر :
هِنا بحييك فـ جدار السماء شباك /. من قنديل
أن الحبيب لو عاد .. ستكون الحياة بينهما حياة أخروية ، سماوية ... شبيه لأرواح الشهداء ... معلقة بالقناديل .. مضيئة،


عبدالعزيز .. يسعد لي مساك ولي عودة .. أن شاء الله لتكملة النص معك ! تحياتي

 

التوقيع

إعلامي : شاعر .. كاتب وقاص ومصور
تويتر alhajriz3@ // أنستغرام alhajriz3

ظافر الهرمسي الهاجري غير متصل   رد مع اقتباس