منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - صناع الموت وصناع الحياة
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-16-2010, 07:42 PM   #1
ماجد الذيبان
( كاتب )

الصورة الرمزية ماجد الذيبان

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

ماجد الذيبان غير متواجد حاليا

افتراضي صناع الموت وصناع الحياة


شهد التاريخ الأنساني على ماسي و أحداث تُنبئ عن وحشيه الأنسان
من سفكٍ للدماء وأستعباد بعض البشر للبعض الأخر و تقديم القرابين البشريه لإرضاء الآلهه
وقد اخبرنا القران الكريم أنَّ أول جريمه في التاريخ كانت بدافع الحسد ولكن الإنسان اخذ يقتل لأسباب أخرى
فقد قتل الأنسان بأسم الدين و الوطن وكذلك لأرضاء غرائز وحشيه كما حدث في ساحة الكولسيوم بروما
وأحياناً بإسم الشعب كما فعل ايفان الرهيب بأبناء روسيا حيث قتل ألاف البشر حرقاً و تعذيباً في ساحات الكرملين في أوآخر القرن السادس عشر.
ودمرت قرطاج الفينيقيه و سبي أهلها في القرن الثاني قبل الميلاد من قبل الرومان بإسم روما الجمهورية ليأتي بعد ذلك هتلر ليبيد الملاين بإسم الرايخ الألماني و قداسه العرق الآري.
ودُكت مكة المكرمة بمجانيق الحجاج بإسم الخلافه الإسلامية وقبل ذلك زهقت أرواح الصحابه في الفتنه قتل عثمان ابن عفان رضي الله عنه و علي وحفيد رسول الله
وظن قاتليهم أنهم نصروا دين الأسلام رحم الله الفاروق عندما قال " الحمدالله انه من غير المسلمين" في إشاره لقاتله وكأنه رضي الله عنه يتنبئ بقتلة أئمة المسلمين من بعده.
سفكت دماء زكيه من صحابة الرسول و أدعى قاتليهم بإنهم أولياء الرسول / واليوم نشهد من يقتل بإسمنا واسم ديننا وبإسم الإنسانيه
فنحر الرهينه الأنسان بدم بارد وما أثار تقززي هو دوي صيحات القتله " الله أكبر الله أكبر
في مشهد ذكرنا بقصص تقديم القرابين البشريه / نعم الله أكبر و أجل من أن يرتكب بإسمه جرائم وحشيه لم يكن لها أساساً اي منفعه لا للمسلمين ولا لدينه
ومما يدمي القلب هو ان نسمع خبر عاجل من العراق عن عمليه انتحاريه تستهدف دوريه أمريكيه يروح ضحيتها أمريكي أو إثنان
و يموت فيها عشرين أو أكثر من العراقيين فتجد كرهنا للأمريكان يغلب على حبنا لإخوتنا في العراق ,
فنفرح لمقتل اثنين من الأمريكان ولا ندين مقتل عشرين من ابناء العراق
قال أحد الفلاسفه " من لا يؤمن بالأنسان لا يؤمن بالله" !! / و انا أقول من لا يؤمن بقدسية حياتة لا يؤمن بقدسية حياتي أو حياتك
فكيف لشخص يترك الدنيا و يفجر نفسه ظناً أن ابواب الجنه قد فتحت له يستطيع أن يحسن من حياتي
فمن يترك الأرض لا يهمه ما يقع فيها من بعده فهو في مأمن من عواقب أعماله في احضان حور العين ( حسب ما يعتقدون)
أنا أؤمن بمن يقف معي في نفس الخندق ولا يتركني وحدي أواجه تبعات أعماله فهو يذهب ليموت وانا اقف أبحث عن ملجاء من صواريخ كروز و البي 52
الشهاده هي أن تُقاتل فتقتل رغماً عنك وليس ان تنتحر لتقتل الأولى إيمان أما الثانيه فقنوط من رحمة الله
ولكن التاريخ أيضاً يحفظ أسماء من صنعوا الحياة
ماما تيريزا التي افنت حياتها في خدمة فقراء الهند و أدوارد جنر مكتشف المصل فكم من حياة أنقذت بفضل لقاح الجدري.
ولا ننسى الدكتور الربيعة الذي فصل التوائم السياميين وغيرهم ممن أثروا الحياه ولم يثروا القبور حتى في الحرب ووقت الأزمات يحدثنا التاريخ عن أبطال مثل عمر في فتح القدس
و من بعده صلاح الدين فهم لم يشنوا الحروب لمجرد سفك الدماء بل لحقنها فلم يقتلوا اسيراً بل كان ديدنهم العفو واذا لم يكن فالرفق
وعندما وقف غاندي لم يقف ليدعوا إلى سفك الدماء بل لتذكير شعبه بقيمّه و مبادئه( وللمصادفه المره فقد قتل بيد ابناء بلده وليس بيد اعدائه)
و كذلك نلسون مانديلا في نظاله ضد الأباراثي و التفرقه العنصريه في جنوب افريقيا
فحين أنتصر لم يقم محاكم للأنتقام من البيض بل أقيمت مؤتمرات شعبيه ليلتقي الضحيه الأسود بمعذبه الابيض
ليصفح عنه وبذلك يكون النظال اكتمل بهزيمه العنصريه حتى في نفوس البيض.
و في الفتنام واجه السيد ثمبستون وقد كان وقتها طيار هليكوبتر أمريكي أفراد جيشه من ألأمريكان
في قريه مي لي بالسلاح ليعطي افراد طاقمه الثلاثه الأمر بإطلاق النار ضد جنود أمريكيين هذه المره ليوقف مذبحه في حق سكان تلك القريه لقد خاطر السيد ثمبستون بسمعته كظابط و كـ وطني
عندما أمر بأطلاق النار على افراد الجيش الأمريكي إذا ما توقفوا عن قتل المدنيين
و طلب التعزيزات و أمر الطائرات الأمريكيه لتنقل من بقي من أبناء القريه و من بينهم فتاة في الرابعه من العمر
لقد واجه السيد ثمبستون تهمه الخيانه و شهد ضد ابناء وطنه في محاكمات ضد الجرائم الدوليه رغم ما لاقاه من التهديد بـقتله و افراد اسرته.
ولكن الأعظم من السيد ثمبستون هي تللك الفتاه التي انقذها
ففي زياره لقدماء المحاربين الأمريكيين الى الفتنام لـتقديم الإعتذار عن الجرائم و قد كان السيد ثمبستون في هذا الوفد أقتربت فتاة في مقتبل العشرين من السيد ثمبستون
لتّعرف بنفسها انها تلك الفتاة الصغيره التي انقذها هو و لتقول له لماذا لم يأتي معك بقيه الجنود لنصفح عنهم جميعاً" وهنا بكى ثمبستون

 

التوقيع

الكاتبُ الكبيرْ
هو الذي تَنْخُرُ في عظامِهِ
جُرْثُومَةُ الشَجَاعَهْ
والكاتِبُ الصغيرْ
هوَ الَّذي يَبْلَعُ قبلَ نَوْمِهِ
بُرْشَامَةَ


التعديل الأخير تم بواسطة ماجد الذيبان ; 04-16-2010 الساعة 07:44 PM.

ماجد الذيبان غير متصل   رد مع اقتباس