منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - كلّي لديك شوق
الموضوع: كلّي لديك شوق
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-2022, 08:03 PM   #1
خليل إبراهيم الخليل
( شاعر )

الصورة الرمزية خليل إبراهيم الخليل

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

خليل إبراهيم الخليل غير متواجد حاليا

افتراضي كلّي لديك شوق


كُلِّي لَدَيْكَ شَوْقٌ



مُدْخَلُ النَّصّ

ـ أَتَعْلَمُ أَيُّهَا الوَالِجُ هُنَا، كَمْ مَرَّةٍ أَضَأْتُ شَمْعَ الشَّوْقِ وَالوَجْدِ
فِي هَذِهِ الصَّفْحَةِ البَيْضَاءِ المَرْمِيّةِ عَلَى عَتَبَةِ انْتِظَارْ ...؟
ـ لَنْ تَعْلَمَ ثُمَّ لَنْ تَعْلَمَ لِأنَّهَا مَرَّاتٌ كَثِيْرَةٌ كَمَا لِلْبَحِرِ زَبَدُهْ.
لِذَلِكَ أَرْجُوْكَ رَجَاءَ الوَامِقِ أَنْ تَخْلَعَ حِذَاءَ الظَّنِّ قَبْلَ الوُلُوْجِ
وَأَنْ تُلْقِيَ بِهِ عَلَى قَارِعَةِ افْتِرَاضٍ وَأَنْ تَطَأَ بِعَيْنَيْكَ الحَافِيَتَيْنِ عَلَى دِمَقْسِ اعْتِقَادِي
فَهَذَا مِحْرَابُ صِدْقٍ لَا يَطَؤُهُ إِلَّا الصَّادِقُونْ.



فِي لُجَّةِ اليَمّ


(
(1)

يَا رَبّ:

أشرعْتُ مَركبِي للُقيَاكَ، وألقيْتُ بهِ فِي لُجَّة ِاليَمّ، فَكنتُ التائِهَ بينَ المَوجَةِ والمَوجَةِ، وبلوْتُ
نفسِي فِي مِحرَابِ امتنانِي لكَ، فَما كُنتُ مِنَ المنكسرةِ قلوبُهم لإرضائِكَ، وجَلوْتُ عجزِي
بعدَ تَقَطُّعِ الأسْبَابِ منكَ، فكنتُ جَامَ إنْصَافٍ مُتْرَعَ الأسَى، وهَا أنَــذَا بَعْدَ عَجزِي، أَضَعُنِي
بينَ يَدَي عَفوكَ رَاغِبًا مِنكَ، ولو بِقَطرةٍ من شَهْدِ غُفرانِكَ، فَلا تَبْخَلْ بِها، يَا كَرِيم.

(2)

يَا رَبّ:

اليدُ ممدودةٌ إليكَ في ضراعةْ، تبتغي منكَ أسبابَ الشّفاعةْ،
فإنْ تَرَهَا أهلاُ لودِّكَ، فلا تقطعْ بها أنتَ الوَدُودُ،
وإنْ تَرَهَا أهلاً لسَخْطِكَ، فارْأَفْ بها، أنتَ الرؤُوفُ،
وإن تَرَهَا أهلاً لعفْوِكَ، فاعْفُ عنها، واغفِرْ لها، أنت الغفورُ.

(3)

يَا رَبِّ:

ـ مَا بِي شَوْقٌ لَكَ، فَكُلِّي لَدَيْكَ شَوْقْ، وَمَا بِيْ عِشْقٌ لَكَ، فُكُلِّي لَدَيْكَ عِشْقْ.

(4)

يا ربِّ:

لا تحْجِبْ نورَ وجهكَ عنّي فأنا التائقُ له تَوْقَ اليتيمِ لأمٍّ،
وإنْ أكُ قد تُهتُ عنكَ فيني، فأنتَ من خلقَ الشؤونَ، والشؤونُ أمسَتْ كَثْرَى،
وأنتَ من خَلَقَ العيونَ، والعينُ صارتْ حَيْرَى، وها هي ذي الكأسُ شَرْوَى الغافلينَ.

(5)

يا ربِّ:

على رِسْلٍ تفتَّحَ نُوَّارُ الهوى في قَلْبِي،
وعلى عَجلٍ مرَّ غَمامُ الصَّيفِ في حَسْبي،
وما بينَ حِينٍ وحيثْ،
وما بينَ وجْدٍ وبثّْ،
أَوقدْتُ سِراجَ الشَّوقِ في مِشكاةِ حُبِّي،
فاسْتَخْلِصنِي مِنّي إليكَ.


مُخْرَجُ صِدْق


رُمِيْتُ فَارْتَمَيْتُ، وَرَمَيْتُ فَاكْتَوَيْتُ، وَكَمْ ذَا حَمَلْتَ الوَجْدَ لَأْيَاً فَمَا اكْتَفَيْتُ.

* * * * *
نمّ عنها خليل إبراهيم

 

خليل إبراهيم الخليل غير متصل   رد مع اقتباس