بسم الله الرحمن الرحيم،
شكرا يتجدد رفيق الفكر النير، أخانا: محمد البلوي،
موضوع آخر شيق كالعادة، و يجمعنا بحب و جمال، على مائدة الآراء المستنيرة وعيا بناء.. فكل التقدير لجهد مبارك بإذن الله عز و جل، و توفيقه، و جزاك عنا خيرا.
لقد جاء في أدعية الصالحين: (اللهم إني أعوذ بك من السمعة و الرياء و النفاق و الكذب)
ذاك الدعاء العجيب، الذي يجعلنا ننتبه بداية للاستعاذة بالله عن السمعة ثم ما بعدها و كأنها توابعها، و لوازمها الحتمية التي ستجر خلفها-لو تأملنا-تفصيلا؛فتحذيرا.
و هذا المشاهد فعلا في مشتهي السمعة، و الشهرة بها بالتالي، و غدت سماتهم المنفرة المفروضة عليهم؛فجاء الدعاء حفاظا على أخلاقيات الفرد المعطاء أن يكون نتاجه متجها نحو الإخلاص التام نية و سعيا، و التجرد من مشتهيات العيون، و غوائل ذلك عليه، من هدر الطاقات في مداراتها، و مجاراتها، و الغفلة عن إرضاء الله إلى إرضائها بالتالي، و الضياع التام بين مطارق تلك الأهداف، متغافلين أن لكل شيء نهاية، كما أن لكل عمل بركته، و ثماره المرجوة من الله أولا و أخيرا، كما قلت سابقا: هدفا و نية لكمال التحقيق، و الفائدة المرجوة، و الا فالعمل هباء منثور، لأن أمزجة الناس، و بالتالي السمعة المرجوة منهم متقلبة بتقلب قلوبهم، و مشاعرهم لا سيما في عصرنا الحالي، في تزاحم الجديد، و المنافسة الكبيرة في تقديم العروض بين جيد و أجود،فالأغلب ينتهج منهج: ( عيش اللحظة)، مبتعدين كثيرا، عن اللحظة الصح، نعيشها صح، في الوقت الصح، مع الناس الصح.
إن أردت أن تكون عظيما، فاجعل أهدافك عظيمة،على أسس ثابتة و عظيمة،و مبادئ صعبة الزوال، و لا أعظم حقا في توجه الجهود من و إلى الله وحده، و ما عند الله خير و أبقى، و النتائج السريعة في التحقيق،بالتسلق، أو بلا جهد يذكر، مخيفة، و تثير القلق حقا، و آيلة للزوال أيضا، مثلما تحقق سهلا، يزول أسهل، و قضاء العمر، و الجهود أيضا من أجل عيون الناس، أيضا من أكبر خسارات المستثمرين، و التجارات التي تبور؛فتولد نفسيات سيئة، و أخلاقيات متدمرة و مدمرة في أغلب المشاهير: انتحار أو نكسات أخلاقية تقوض بناء المجتمعات السليمة، وهدم الأسر التي تدفع بأفرادها للشهرة، و المعاش من التحصيل المادي خلف تلك الشهرة.
..
بورك الفكر و العطاء، أخي محمد،
وفقت و حفظت.