منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - اغتيَال العَصَافِير !
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2010, 07:41 PM   #1
ماجد موني
( كاتب )

الصورة الرمزية ماجد موني

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

ماجد موني غير متواجد حاليا

افتراضي اغتيَال العَصَافِير !


.

لا أشْعرُ بالشّعور / وكَأنّ الخَريف عَانقَ وريدي النّحيل ، فيقْضِي عُمْره بغصّةٍ ونَحيبْ
ويَغيبُ النّور / وكَأنّ الظّلامَ مَتْروكٌ على آثار القَتيل ..
فيَنْهضُ على بَعْثٍ سَقيمٍ بلا مُحبّ وبلا طَبيبْ

بقَدرِ الرّغْبةِ باللاّوصول أشْعرُ بإقترابِ " فَصْلٍ " مِن بَعْد فُصُول !
والضّلع يَشُدّ إزره على مُعتركٍ قَديم
أحَاول ثَني القَرار ، بعْد إقرار / أنّ إبتكارَ التّناغمِ وهَدم التّفاقمِ هو أمْرٌ يُقرّره الحَكيمْ

ولحُسْنِ الحَظّ وغيْره ..
لا جَذْبَ يَروي عَاطفةَ البُحيْرة ، ولا اعْتبارَ / لـ جسْرٍ تسْلكهُ العَصَافير !
الشّمْسُ مُسْتلقية بـ قُدْرةِ الرّحمن ، والقَمرُ يكرّر عَزف سيمفونيّات الوَداع على فَوهةِ القَوارير
فـ نَرفُق بهم جداً ، ويَسْقطون عنوةً لإيقاظِ شَمْس المَغيب قبْل أوَانِها .

والحَدقةُ تُبْكي أخْتها ، فـ تَطْلب العِناق لـ / تَضمّها ، تَخْنُقها ، تَشْنقها ..
فـ تَدْفنها حيّة بداخِل نعْشٍ كريمْ !
ومن ثم تُطلّقها بَاكِية مُبْكية على حِوارات المَسَاء و ذكْرى الأمْس القديمْ
فيَرتمي العُصْفور على غُصنٍ منطويّ بَحثاً عَن اختفاءٍ في مُنتصَف اللّيلِ البَهيم
وتَأبى الذّكْرى أنْ تتَحوّل إلى رمَادٍ حَتى بَعْد اعْتِكاف الأورَاق في مَقَامِها ..
وانتظار بَصْمةِ الأوليَاء لتَأييد إعْترافِها السّقيم !

والجَبينُ يَتنهّد و تَتَقاطر مِنْهُ الأقْدار المؤرّخة عَلى لوْحَةٍ نائيةٍ جداً جدا
فـ يُرَتّبُهَا الدّمْعُ عَلى شَكلِ أُغْنِيَاتٍ رمَاديّة تُلوّح للسّراب
ولا تَخْشَى إلاّ أن تَعْتنق الحَقَائق المُرّة فتنطوي صَفَحاتُ الحَنين ..
وتتَفَاقم مُزدهِرة / مُغلّفةً بأنينِ زَهْر اليَاسمين بَعْد غَياب الغيْم و ثَبَات تَحرّك ليالِ التقويم .
و يَنْقَضي التّصْريح بوجُود الأمَل وتَسْكُن العُتمَة كُل الحَنَايا بَعْد سُقوطِها مِن سَمَاءٍ ثَامِنة !
مُسْتوجِبةً إقامَة فَريضةٍ تَاسِعة بَعيداً عَن إسْقَاطِ ما سَبَقها سَهْواً في ظِلّ عنفوان المُقْتدرين

اليَوم نَظمَأ مِن بَعْد ارتِواءْ ، نَشْعر بالبَرد مِن بَعْد احْتواء
نَمْضي قُدماً نَحْو ظِلالِ اليَقطين ، بَحثاً عَن ثَمَرٍ سَمين
نُصارع المَوْج الجَاف بإجتراف
فالعَصَا مَجْبورة بَعد انكِسَار ، والقَاربُ مُعرّضٌ للغَرق بَعْد مُخَالفَته لقَوانينَ الإبْحَار
وتستَمرّ المواجَهَات أمَلاً في إيجَاد قَطَراتٍ من سَلسَبيل تُنهي كُل الحِكايَة
بَعْد افتِرَاض الإعْتكَاف داخِل المحْرابِ و اعْتنَاق الطّقوس قُبيل إلتحَافِ التّراب

والتَنفّس يَنْقضي ويَقْضي ..
وبالرّغم مِن تكْرارِ الفصُول ، إلاّ أنَي مَازلتُ لا أشْعرُ بالشّعور .

 

التوقيع

ماجد موني غير متصل   رد مع اقتباس