منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مشاعرُ تنامُ تحتَ جفونها
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-20-2009, 11:59 PM   #1
صهيب نبهان
( شاعر )

افتراضي مشاعرُ تنامُ تحتَ جفونها


[poem="font="simplified arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black""]..



دَعِينِي أُسَطِّرُ قَلْبَكِ صُبْحًا = وَأَنْقُشُ شَمْسَ الْهَوَى فِي يَدَيْهْ
دَعِينِي أُرَتِّبُ أَوْرَاقَ رُوحِي = وَأُهْدِي كِتَابَ الْحَيَاةِ إِلَيْهْ
دَعِينِي فَقَدْ مَاتَ شِعْرِي طَوِيلاً = وَهَا قَدْ أَتَى مُشْرِعًا سَاعِدَيْهْ
أَتَيْتُ إِلَيْكِ كَطِفْلٍ شَرِيدٍ = رَمَى الدَّهْرُ قَيْدَ الْمَنَافِي عَلَيْهْ
مَرَرْتُ بِنَهْرِكِ سَيْلاً عَنِيفًا = أَوَدُّ الْهُدُوءَ عَلَى ضَفَّتَيْهْ
أَتَيْتُكِ تَارِيخَ عِشْقٍ قَدِيمٍ = تَفَتَّتَ فِيكِ عَلَى جَانِبَيْهْ
أَتَيْتُ بِقَلْبٍ تَمَالأَ حُزْنًا = فَهَيَّا اسْكُبِي السَّعْدَ فِي رَاحَتَيْهْ

***=***

أَتَى اللَّيْلُ يَسْكُبُ فِيَّ الْحَنِينَ = وَيُشْعِلُ شَوْقَ الْغَدِ الْمُنْتَظَرْ
يُعَانِدُنِي الشِّعْرُ رَغْمَ اقْتِدَارِي = وَيَرْسُمُ فَوْقَ جُفُونِي السَّهَرْ
يَسِيرُ الْيَرَاعُ لِحَرْفٍ وَيَهْوِي = وَقَدْ أَرْهَقَتْهُ لَدَيْكِ الْصُّوَرْ
سَأَكْتُبُ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ جَمِيلٍ = تَرَبَّى بِقَلْبِكِ مُنْذُ الصِّغَرْ
سَأَكْتُبُ عَنْ أَلْفِ مَعْنَى وَمَعْنَى = وَعَنْ لَفْحَةِ الْبُعْدِ حِينَ اسْتَعَرْ
سَأَبْذُرُ فِيكِ اغْتِرَابَ الفُؤَادِ = وَأَسْكُبُ مِنْ مُقْلَتَيَّ الْمَطَرْ !
سَأَرْوِيكِ بِالْحَرْفِ حَتَّى أَنَامَ = وَفِي الْحُلْمِ أَقْطِفُ مِنْكِ الثَّمَرْ !

***=***

حَدِيثِي إِلَيْكِ حَدِيثٌ طَوِيلٌ = وَلَكِنْ أُلَخِّصُ عُمْرِي بِسَبْعَهْ
هَوًى وَاشْتِيَاقٌ وَحُرْقَةُ نَبْضٍ = وَشِعْرٌ وَضَعْفٌ وَخَوْفٌ وَلَوْعَهْ
أُمَنِّي الْعَلِيلَ بِجَلْبِ الدَّوَاءِ = وَمَوْتُ الأَمَانِي يَكِرُّ بِسُرْعَهْ
وَتَفْنَى الْحَيَاةُ عَلَى وَقْعِ صَمْتِي = وَيَرْحَلُ صَوْتِي وَلَمْ يَلْقَ جَرْعَهْ
فَكَيْفَ الظَّلامُ يَغُوصُ بِسَيْفٍ = وَنُورُكِ يُشْرِعُ لِلسَّيْفِ دِرْعَهْ ؟
رَأَيْتُكِ نَارًا تُبَرِّدُ قَلْبِي = تُجَفِّفُ مِنْ أَعْيُنِ الْحُزْنِ دَمْعَهْ !
شَهِدْتُ الأَسَاطِيرَ مُنْذُ وُلِدْتُ = فَكَيْفَ يُقَالُ الْعَجَائِبُ سَبْعَهْ ؟!

***=***

كَثِيرًا أُسَائِلُ عَنْكِ الْبُدُورَ = وَأَلْمَحُ فِيهَا ابْتِسَامًا وَعَطْفَا
يُحَدِّثُنِي اللَّيْلُ دُونَ وَسِيطٍ = وَيَحْكِيكِ حَرْفًا فَحَرْفًا فَحَرْفَا !
وَتَعْكِسُ مِرْآتُهُ فِي عُيُونِي = عُيُونَكِ دِفْئًا وَقَلْبَكِ رَجْفَا
أُكَذِّبُهُ رَغْمَ صِدْقِ احْتِيَاجِي = وَأَصْدُقُهُ الْعَهْدَ إِنْ رُمْتُ زَيْفَا
حَنُونٌ بِرَغْمِ قَسَاوَةِ رُوحِي = وَهَشٌّ كِيَانِي وَإِنْ زَادَ عُنْفَا !
كَتَبْتُ عَلَى الْقَلْبِ ذَاتَ انْهِزَامٍ: = (تَفَضَّلْ إِذَا كُنْتَ تَرْغَبُ حَتْفَا)
فَجِئْتِ تَقُولِينَ: أَقْبَلُ طَوْعًا = وَلَوْ طَالَ دَرْبِي لَجِئْتُكَ زَحْفَا !!

***=***

لَكِ اللهُ يَا أَصْدَقَ الصَّادِقِينَ = لَكِ اللهُ يَا قَطْرَةً مِنْ نَدَى
تُحِيلُ اصْفِرَارَ الْحَيَاةِ اخْضِرَارًا = وَتَزْرَعُ فِي الصَّمْتِ رُوحَ الصَّدَى
لَقَدْ كُنْتُ أَمْشِي عَلَى الشَّوْكِ جَهْلاً = وَأَنْتِ تَمُدِّينَ لِي عَسْجَدَا !
فَمَا طَعْمُ نَبْضِي إِذَا مَا افْتَرَقْنَا = وَمَا نَفْعُ نَبْضِكِ طُولَ الْمَدَى ؟!
إِذَا مَالَ عُودِي عَلَى وَقْعِ عُودِي = يُغَنِّيكِ عُودِي قُبَيْلَ الرَّدَى
فَلا تَحْسَبِي الصَّبَّ أَضْحَى طَرُوبًا = فَقَدْ ضَاعَ بَعْدَكِ عُمْرِي سُدَى
لِمَاذَا تَخَافِينَ مِنْ مُسْتَبِدٍّ = يَرَى شَهْقَةَ الْمُلْتَقَى مَوْلِدَا ؟!

***=***

عَلَى ذَاتِ جَنْبٍ رَأَيْتُكِ حُلْمًا = وَفِي جَسَدِي شَبَّ شَوْكُ النَّصَبْ
أَتَيْتِ وَفِي رَاحَتَيْكِ ارْتِيَاحٌ = يُطَبِّبُنِي مِنْ جِرَاحِ التَّعَبْ
تَلَمَّسْتِ بُؤْسِي بِقُوَّةِ صَبْرٍ = وَفِي قُوَّةِ الصَّبْرِ بَأْسٌ كَذَبْ !
تَقُولِينَ بِالدَّمْعِ مَا لا يُقَالُ = وَيُبْدِعُ نَبْضُكِ عَمَّنْ كَتَبْ
وَأَحْسَسْتُ فِي نَبْضِ دَمْعِكِ رُوحًا = تَئِنُّ عَلَى دَمْعِ نَبْضٍ هَرَبْ !
تُسَائِلُنِي: (هَلْ سَتَبْقَى وَحِيدًا ؟) = وَوَسْطَ الْبُرُودَةِ يَعْلُو اللَّهَبْ
أَقُولُ لَهَا قَدْ حَسَمْتُ مَصِيرِي = مَزَجْتُكِ بِي يَا مِيَاهَ الذَّهَبْ

***=***

لَنَا قِصَّةٌ لَمْ تُسَطَّرْ وَلَكِنْ = كَأَنَّ الأَسَاطِيرَ مِنْ نَسْجِهَا
فَتَاةٌ بِطَعْمِ الأُمُومَةِ دِفْئًا = وَطِفْلٌ تَعَلَّقَ فِي ثَوْبِهَا
وَفِي كَفِّهِ صُورَةٌ مِنْ كِتَابٍ = قَدِيمٍ تَأَرْجَحَ فِي كَفِّهَا
يُسَائِلُ عَنْ ذِكْرَيَاتٍ تَوَلَّتْ = وَطُولِ اصْطِبَارٍ عَلَى بَابِهَا
فَتَرْمِي الْعُيُونَ عَلَى مَدِّ عُمْرِي = وَتَحْكِي لَهُ أَيَّ حُبٍّ بِهَا
إِذَا قُلْتُ أَنَّ الْوَفَاءَ حَيَاةٌ = لَقُلْتُ تَجَسَّدَ فِي رُوحِهَا
وَإِنْ شِئْتُ طُهْرًا بِمَاءٍ مَعِينٍ = لَمَا كَانَ أَطْهَرَ مِنْ دَمْعِهَا !

***=***

مَتَى يُزْهِرُ النَّبْضُ وَالْقَلْبُ يَذْوِي = وَهَلْ يَنْتَهِي الشَّوْقُ وَالْحُبُّ حَيْ ؟
رَأَيْتُ الْمَسَاءَ أَتَى مُطْمَئِنًا = يُخَبِّئُ صِدْقَ احْتِيَاجٍ إِلَيْ
أُحَدِّثُ نَفْسِي وَأَزْهُو بِصَمْتِي = وَأَغْفُو عَلَى سُوءِ ظَنٍّ وَغَيْ
وَإِنِّي إِذَا مَا أَطَلَّ النَّهَارُ = أُفَتِّشُ عَنْكِ وَفِي القَلْبِ شَيْ
تُطِلِّينَ تَمْلَؤُكِ الضَّحَكَاتِ = وَتَبْنِينَ مِنْ بِذْرَةِ الْمَوْتِ فَيْ
تَقُولِينَ إِنِّي نَسَجْتُ عُرُوقِي = لأَكْسُوكَ فَانْسِجْ فُؤَادًا عَلَيْ
لَقَدْ ضَاقَ بِالْعُرْيِ صَبْرُ دَوَائِي = وَآخِرُ مَا تَتَمَنَّاهُ كَيْ

***=***

لَقَدْ بَلَغَ الشِّعْرُ سِنَّ الشَّبَابِ = وَقَدْ مَلأَ الرُّوحَ شَيْبُ الْعِلَلْ
وَمَا زِلْتُ أَبْحَثُ عَنْ مُسْتَحِيلٍ = تَوَارَى بِثَلْجِكِ ثُمَّ اشْتَعَلْ !
وَكَحَّلْتُ عَيْنِي بِكُلِّ النِّسَاءِ = وَلَمْ أَلْقَ كُحْلَكِ بَيْنَ الْمُقَلْ
مَتَى تَفْهَمِينَ بِأَنَّ الأَمَانِي = عَزِيزَةُ نَفْسٍ إِذَا لَمْ تُذَلْ ؟!!
وَأَنَّ ابْتِسَامَ السَّمَاءِ مُحَالٌ = إِذَا مَا أَتَيْتُكِ بَدْرًا أَفَلْ
تَقَلَّدْتُ سَيْفِي وَحَارَبْتُ مَاضٍ = تُلَوِّثُهُ مُفْرَدَاتُ الْفَشَلْ
وَأَسْقُطُ بَيْنِي وَبَيْنَ الضَّيَاعِ = وَيُسْأَلُ مِنْ أَيْنَ جَاءَ الْبَطَلْ ؟

***=***

أَنَا جِئْتُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَأْتِ نَاجْ = وَحَطَّمْتُ فِي الدَّرْبِ كُلَّ رِتَاجْ
قَطَعْتُ مُحِيطَ الْفِرَاقِ صَبُورًا = وَكَمْ مَجَّنِي مِنْهُ ذَاكَ الأُجَاجْ
وَيَسْأَلُنِي سَابِحُونَ وَغَرْقَى = أَجِئْتَ إِلَيْهَا تُرِيدُ الْعِلاجْ ؟
لَقَدْ مَاتَ كُلُّ الذِينَ تَمَنَّوْا = وُصُولاً وَتَاهُوا بِكُلِّ الْفِجَاجْ
أَقُولُ وَلَكِنَّنِي لا أُبَالِي = وُلِدْتُ بِعَقْلٍ غَرِيبِ الْمِزَاجْ !
لَقَدْ جِئْتُ أُهْدِي لَهَا عَرْشَ قَلْبِي = وَأُلْبِسُهَا الْعِشْقَ ثَوْبًا وَتَاجْ
بِرَبِّكِ كَيْفَ نُرِيدُ التَّلاقِي = إِذَا كَانَ جِسْرُ الْهَوَى مِنْ زُجَاجْ ؟!

***=***

أَنَا جِئْتُ دُنْيَاكِ كَيْ لا أَمُوتْ = وَقَدْ غُلِّقَتْ دُونَ صَدْرِي الْبُيُوتْ
تَحَمَّلْتُ وَحْشَةَ طِفْلٍ بِقَلْبِي = وَعَبَّرْتُ عَنْ أَلَمِي بِالسُّكُوتْ
نَسَجْتُ غَدًا مِنْ خَيَالٍ بَعِيدٍ = وَكَانَ حَنِينُكِ لِلصَّبِّ قُوتْ
وَحِينَ أَضِيعُ تَجِيئِينَ نُورًا = تَقُودِينَ عُمْرِي لِئَلاَّ يَفُوتْ !
أَخَذْتُ عَلَى الرُّوحِ عَهْدًا بِأَنِّي = سَأَكْسِرُ عَنْهَا الْجَفَاءَ الصَّمُوتْ
وَأَكْتُبُ فِي أُفُقِ الْعَاشِقِينَ = بِأَنِّي زَرَعْتُكِ وَرْدًا وَتُوتْ
وَأُعْلِنُ أَنَّكِ آخِرُ أُنْثَى = وَأَوَّلُ أُنْثَى لأَجْلِي تَمُوتْ ![/poem]



حررت في 17/3/2009

 

صهيب نبهان غير متصل   رد مع اقتباس