منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أوجاع لاتئن ..!
الموضوع: أوجاع لاتئن ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-30-2010, 10:03 PM   #1
ديم بنت فيصل
( א Ж أنقى من الغيمة Ж א )

افتراضي أوجاع لاتئن ..!





نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


تضج ذاكراتي بوجعِ مؤلم .. يعتصره الحنين بصمت مخيف

تُتمتم بهذيان لاحروف له ..! يُنزف على ورق أبيض

أشتدت عليها الحمى في ظهيرة صيف حارق ..

تعاقبت الفصول في أحداثها أمام ناظريها ..

وتهافتت الشجون في نزفها بأعماق دواخلها

لم تئن .. ولم تشتكي .. ولم تبكي ..!

صامدة أمام سيل أوجاعها .. كنخلة معطاءة في صحراء نائية

لم تفزع .. ولم تعترض .. ولم تجادل

راضية بما كتب على جبينها ومسرورة بما سُيرمن أقدارها .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


حاستي السادسة تُنبئ بقدومه ..!

ففي كل صباح تُشرع لي أبواب الأمل

وتنثره سُكرا محسوساً في قهوتي المرة

تُشعرني بلذة الفرح وتحرقني بأسى الإنتظار .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


لم تعد ألوان محبرتي باهتة فقد أضحت

بألوان الطيف مكتسية متفائلة ..!

لم تعد ضفيرتي كستنائية فقد أضحت

كالليل بلا أنوار ..!

كستها مرارة الأيام عمق جذور كالحة السواد ..!

لم تعد الحقائق تُفزع أيامي فقد أضحت

حلوى أتناولها كل مساء ..!

لم تعد الشمس بشروقها أملاً يعيد لقاءهم فقد أضحت

بالغروب مودعة لذكراهم ..!

لم تعد دروبهم تجرفني فقد أضحت

أشواقها أشواك تُدمي أقدامي

لم تعد أحاديثهم تأسرني فقد أضحت

ثرثرة صاخبة تُزعج مسامعي ..!

لم تعد ذكرى ميلادهم موثقة بدفاتري فقد أضحت

صُدف برسالة ترد إلى هاتفي ..!

لم تعد زُرقة السماء وطائرات الورق الملونة

ترسم حنيناً لهم فقد أضحت

غيوم تُمطر بالنسيان لهم ..!

لم تعد حروفي تسد رمق جوع أوجاعي فقد أضحت

كرغيف خالي من السكر ..!

لم تعد أبواب الحنين موصدة فقد أضحت

مشرعة وبسخاء للغياب وللجفاء

ومضة .. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أيها القابع خلف سطور وجعي

لن تهبكـ أقداركـ قلباَ كـ المطر

فالمطر يزور المواسم لكنه لايثمر إلا في الشتاء ..!

أعلم ...

إن سحب الصيف كبرقه .. خاطفة

وإن أمطرت تظل باهتة ..!

لاتخبرني ...

عن مواسم العطاء ..

عن رحابة الفضاء ..

فالشمس وإن أرهقت ناظري

تظل وفية .. وفية .. وفية

فهي لاتغيب حتى في الشتاء القارس .


 

التوقيع

ديم بنت فيصل غير متصل   رد مع اقتباس