منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - فراغ
الموضوع: فراغ
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2016, 08:15 AM   #29
عائِشة محمد
( كاتبة )

الصورة الرمزية عائِشة محمد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13

عائِشة محمد جوهرة في الخامعائِشة محمد جوهرة في الخامعائِشة محمد جوهرة في الخام

افتراضي


(12)

كنت قد رأيته مسبقاً. تجاهلته. تعاظم و ثقلتُ على قدمي. نظرتُ نحوه، تأملته. سألته، ما تود علي؟ ما أعارني اهتماماً كما ظننتُ. أعدتُ سؤالي صراخاً لثقلٍ منه أرغمني على انحناء، ما تود مني علي يا هذا؟ و لا يزال منه عمداً لا اهتماماً.
آن ذاك، كان الجهل مطبقاً كثيراً مني، و شيءٌ من اللامبالاة. لكن ثقلاً منه أجبرني على التصرف جدياً، هذه المرة ملياً. هممتُ قوة، ماضية وحدي معه؛ ما اقتدرتْ. أعدتُ الكرة مرة مع قوة استخلصتها و ما أجدى الأمر نفعاً. مجدداً، أعيد الكرة مرة تلو مرة، إلا أن قد طلبتُ بعدها عوناً. بلا وجهة، بلا دليل. حينها كان الحشد من بين جنبين كثيف. صرختُ، أمن معين؟ و ارتد صدى الصراخ بلا معين. مرة تلو مرة، حتى انتثرتُ تحت ثقله ضعفاً و هواناً بلا صراخٍ آنها، و لا يزال لا معين.
في آنٍ ما، أظلمتْ حين هي أشرقتْ، و أنارت حين إلي همست، أنا سأعين. حقاً سأعين، رددت حين ما لم يكن مني سوى عينٍ ذارفة على همس قد كان. هكذا، هو أثقلني على قدمي، من أين أتى، لا أعلم و لا أعرفه، كيف لي التخلص منه. أخبرتها حين سألتْ، ما بالك؟ كانت قد افتهمت، و آنها قالت: حجارة لك صائدة، إليكِ هادفة، بك قد التصقتْ.
شرعتُ همة، و افتعلتْ عوناً. كرة بعد كرة، صدى حضورها يتلاشى. هي كانت من الحشد من جنبي قد انجرفت بعد عونٍ ما اكتمل و أملٍ ما أتمّ ضياءه. آنذاك حينئذ تأكيداً، سألتها بعد أمرٍ تداركتُه؛ أحقاً ستعينين؟
تحاملتُ و على الثقل تحملت. صرختُ مجدداً، أمعينٌ من بينكم؟ و لا صدى من بينهم قد ارتد. أطبقتُ أذناي و كلي صراخٌ، أمعينٌ بينكم يكون؟ ارتد أنا، أنا، صدىً لصراخي هذه المرة. و ذات الكرة و المرة، قد اختلط هو خلسة مع الحشد قبل أن أدرك أمراً هذه المرة.
حيناً بعد حين، ما اكتمل عون بعدد غير يسير، و لا أمل أتم ضياءه. في حين أنا الآن، أجَابه بكل بسالة. في حين أنت، حيناً ما، تندم على عونٍ قد افتعلته و أملٍ ما أتم ضياءه قد منحته، ذارفاً غير الدمع عليه، في حين لا يزال الحشد يقرأ، يتوقف، يتجاهل فكرة على رأسه قد طرأت. أفعلاً أنا؟ ينثره من رأسه، و لا يزال يقرأ. تعارضه الفكرة كرة أخرى، ينفيها، أكيدٌ لستُ أنا. و الأكيد أنك أنت أنت.










 

التوقيع



أنا تلك السيدة الطفلة،
تلك البلهاء التي تنطق بما لا تريد؛ تلك البلهاء الخرساء عما تريد.






تحاور معي: 7D50F6D8

عائِشة محمد غير متصل   رد مع اقتباس