حيث وان الطيور المهاجرة لابد وان ترد لأعشاشها ... وحيث ان كل قلب نابض يمل الكثير من المعاني فلابد له من تسطيرها بالكلمات .... وحيث ان الكلمات تحمل بين معانيها الظاهر والغائب من المعاني ... فلا بد من الأبحار بين أمواجها .... أقدم لكم هذا الموضوع الذي يحمل اللعبة المخبأة بين كلماته واللتي أقدمها لكل متابعي الخواطر والأدب النثري كتحدي لهم .... الموضوع ككل يحمل فكرة جديدة كليا فأريد من الجميع الأبحار واستخراج هذه الفكرة عن طريق كتابتهم لي ما فهموه من مضمون هذا الموضوع ....
طفلة صغيرة جالسة على تراب الوحدة تبكي
تناظر التراب ومجرى دمعها يحكي
رفعت نظرها ... تهمس بصوت خافت خلاص يكفي...
اقبلت للبحر الصامت ...أجلست ... بدأت تشكي...
من ظلام خيم على عالم وردي ...
من صمت تفشى بين الحان مغني...
من انكسار ألحق بعد طول التمني ...
هي بداية القصة وعالم الترحال ...
ومن يومها نكست الساعات و تغير الحال
الواقع اصبح خيال والسهل محال ...
كيف كفيف البصيرة أصبح بالسوق دلال !!!!
لا تستغرب من كلام الحق أصبح جدال ...
والقمر أصبح كوكب والشمس هلال !!!
تعقدت الأصوات كتعقيد الحبال ...
تصعبت الصورة كصعود الجبال !!!
أسرح وانطلق بالفكرة ككرة خيال ...
بداية , عمر مضى , والنهاية زوال...
ذبلت أزهار الفرح في تلك الصحراء البائدة...
و أقحلت واحات السعادة بين كثبان الحسد ...
و أنخمدت نيران العشق تحت حطام الخيانة ...
اخرجت الطفلة وردة عشقها .... أستنشقت ما تبقى من عطرها ... غرزت شوكتها بقلبها ... نامت بطمأنينة ...
سألتني ... وبعد هذه الصور ... أين الأستبيان؟
جوابي اليك يا صاحبي برهان .... عندما يبصر الأعمى و يخرس الأطرم وتصم الآذان ... عندما تشن الحروب وتباد الشعوب و تستباح الأرواح بأسم الأديان .... كانت حضارة الإنسان . الآن, مشاعر أبيدت ... بقايا جدران.
عندها يا صاحبي تكون الأمور كلها,
كلوحة رسام مبدع من مزيج بلا ألوان
كقصائد شاعر مخضر جمعها بلا ديوان
كبوح الصدر المنثور تحت عنوان هذيان
كتبت بقلم غريب الديار والروح والجسد