منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - كل في طريق
الموضوع: كل في طريق
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2017, 06:25 PM   #1
حسام الدين ريشو
( كاتب )

الصورة الرمزية حسام الدين ريشو

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 9412

حسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي كل في طريق


كل في طريق
======
حسام الدين ريشو
=========
دارت به الدنيا ؛ واختلطت عليه الأمور ؛ وأحس كأن كابوسا يجثم على صدره ويكاد يزهق روحه . واختلطت المرئيات أمامه .
لم يصدق ماسمعه عن أعز انسانة لديه .. " أميمة " . حبيبة القلب التي عاش يتنفس حبها ويراه ويتزود منه . " أميمة " هل من المعقول أن يكون هذا الذي سمعه صحيحا ؟ . " أميمة " الرقيقة هل يمكن أن تكون هكذا ؛ تلك التي كتبت له خلف صورتها :
" اليك بقلبي مع صورتي.. قلبي إلى الأبد"
هكذا كتبتْ له هذه الكلمات التي كانت تروقه وتعجبه؛ صارت الآن خنجرا يلهب ظهره ويأكل صدره ؛ سأل نفسه :
- أهذه أول مرة تكتب فيها هذه الكلمات ؟ مستحيل ... مادامت هناك قصة أخرى كتبتها مرة قبل ذلك . هذه الكلمات ليست له ؛ هذا الشعر الفاحم مسه انسان غيره .. كلماتها الحلوة طرقت أذنين غير أذنيه .
لم يتحمل مثل هذه الخواطر التى أثقلت رأسه ؛ فأخذته غفوة فنام . ولكنه رآها في نومه كما كان يراها دائما بخياله في قميصها السماوي الرقيق هائمة تطير بجناحين من نور كملاك .
كان يراها دائما هكذا ؛ وأفاق من نومه ليصحو من أحلامه .
بعض اللحظات تمر عليه فلا يصدق ماسمعه ؛ وينكره .
حدث أن دخل البيت فقالت له شقيقته " رحاب ":
أميمة كانت هنا وانتظرتك ؛ كانت تريد كتابا .
قالت أمه ببساطة وهي منهمكة في عمل لها :
احذرها ؛ إنها ذات ماض مؤلم ؛ كانت لها علاقة برجل ؛ والجيران كلهم يعرفون ذلك
استنكرت رحاب القول وقالت :
الناس كذابون إنها انسانة شريفة وطيبة
تذكر أنه قال لها يوما :
- الماضي ملك لصاحبه ؛ لايهمني سوى أن تكونى لي من الآن ؛ فأجابته : لاشيء هناك .
تعجل الليل أن ينتهي ليلتقي بها ويسألها عما سمعه ؛ وعندما التقيا هالها حاله ؛ فسألته متلهفة :
- ماذا بك ؟
صاح فيها : أرجوك كفى خداعا ؛ أنت لا تعرفين الحب .
تزلزل كيانها واختفت نضارة وجهها ؛ وفغرت فاها؛ وقالت :
ماذا جرى لك ؟ أَبِكَ سوء ؟
أجاب في صدمة تمزق مشاعره قبل أن تصل أليها :
كنت مريضا وشفيت أمس .. أمس فقط يا أميمة ؛ لقد عرفت كل شيء عن علاقتك بمن سبقني .
صاحت تدافع عن نفسها وحبها :
-لم أعرف أحدا قبلك أنت أول انسان في حياتي وآخر انسان .
صاح : لا لن أكون الأخير ؛ هناك مغفلون كثيرون
كانت أوصالها ترتجف ؛ لم تستطع أن تتمالك نفسها أذهلتها المفاجأة ؛ مفاجأة لم تكن تتوقعها أبدا . إنها تدرك يقينا أنها كانت على علاقة بآخرين ؛ نشأت مدللة فعاشت مستهترة ؛ الفتاة الوحيدة بين ذكور عدة ؛ وكان مجرد اعجابها بشيء يدفع أباها لأن يشتريه لها ؛ فساتين كثيرة وأحذية وحقائب يد متنوعة وهكذا كان شأنها مع الشباب وطاردتها الشائعات ؛ ولم تعبأ ؛ فلم تكن تحب أحدا حتى التقته ؛ انسان جديد مختلف عن الآخرين ؛ رقيق متزن ؛ زاملت شقيقته في الكلية ورأت مجموعة كتبه فطلبت كتابا تقرأه ؛ كانت متأكده من أنه لن يرفض لها طلبا .
لكنها فوجئت به يقول :
آنسة أميمة ؛أنا آسف .. لا أعير كتبي لأحد حرصا عليها إنها بناتي ؛ لكنى على استعداد لشراء نسخة لك من الكتاب .
احمرت وجنتاها وهي تسمع ذلك ؛ ولكنها ابتسمت .
اكتشفت انها تحبه حبا يختلف عن مشاعر حبها لأشيائها ؛ أحاسيس جديدة ومشاعر أخرى تتفجر داخلها ؛ اشراق رائع في قلبها.
اشترت الكتاب وقرأته ثم زارتهم والتقته وناقشته ؛ وبدا قلبه يتفتح لها فدخلته وسكنت به .
وفي غمرة حبها تذكرت ماضيها ؛ خافت أن يحطم سعادتها .
كانت تخشى أن تقول له الحقيقة فيهرب منها . إذا كان لايرضى بالكتاب أن تتبادله أكثر من يد فكيف يرضى بها ؟
فأخفت عنه وأخلصت له ولكنه علم وانتهى الأمر .
أفاقت من شرودها على صوته :
لماذا تسكتين ؟ ألا تجدين شيئا تقولينه ؟
قالها وهو يجاهد نفسه وقام منصرفا ؛ فانصرفت هي الأخرى باكية تلعن نفسها وحياتها بعد ان أصبحا .. كلا في طريق .

 

حسام الدين ريشو غير متصل   رد مع اقتباس