[مريم الخالد]

اهداء إلى الطفل السوري المضطهد com.@


بالأمس القريب كنت تملأ الأرض مرحاً وتلهو بألعابك البسيطة حيث تكسوك ملابسك الرثة ,
ويحتويك بيت لا تسكنه الفئران ووجبة متوفرة في صدر منزلٍ لا تكفي لشخصين ....وماء آسن لا يسد الرمق
لكنك تبتسم رغماً عن أنف صوت المدافع !
لم تكن تعلم مصيرك القادم إليك بملامح بشعة ، ربما ابتسمت له بما وهبك الله من براءة الطفولة،
حينما اعتلاك وقبضك تلك القضبة الشيطانية كنت تخاله يلعب معك لعبة المصارعة
التي تعودت أن تسرق النظر لمشاهدتها في التلفاز المتقلب المزاج
كي لا يراك والداك اللذان كانا يمنعانها عنك كي لا تتحلى روحك الجميلة بعضاً من العدوانية!
مازال المشهد قائماً............ كنت ترفسه بكلتا رجليك حينما اشتدت قبضته على رقبتك ....
ذلك الشرير لا يعترف ببراءتك ولا بأحلامك الطفولية ولا بلعبتك ولا بلعابك المتدفق من كثرة الضحك
وأنت تحاول أن تقنع نفسك بأنها مجرد لعبة وإن كانت غير مستساغة ....!
انتهى المشهد يا طفلي الجميل حينما سقطت لعبتك من راحتيك !

انتهى الأمر ..........
بالأمس القريب كنا ننظر لآخر صورة لك نلاحظ ذلك التغير في ملامحك (ما أجمله لقد كبر)
ونرجعها للألبوم بانتظار صورتك الجديدة ....
لكننا الآن نعمي أعيننا وبصائرنا كي لا نرى آثار دماؤك التي ارتعدت منها الآرض واهتز منها الجبال وبكت من أثرها السماء ....
تلك الدماء التي تكاد أن تطهر النفوس المريضة والتي ران على قلوبها !

لك الله يا طفلي الذي استرخصوا دماءك ........ لك الله !