منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مستهلك أم صانع و إلى متى ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2014, 03:19 PM   #4
نادية المرزوقي
( شاعرة وكاتبة )

Lightbulb


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوف سعود مشاهدة المشاركة
،
عندما نبلور هذه النظرة الشمولية لهذا الجانب نستخلصها في أمرين :
الأول : ضعف الوازع الديني وهو الركيزة الأساسية في المبادئ والقيم ،
والآخر : تنفرط العروة الوثقى بتبجيل وتعظيم الغرب ولا سيما تطبيل
الإعلام لقوتهم وأنهم الأشد بأسًا وتنكيلا!
وبالتمسك بالدين والإعتزاز بهِ ينتج الحفاظ عليه وكل ما يتعلق به وحتى المفردات!

شكرًا جدًا لبصيرتكِ قديرتي / نادية المرزوقي ،
تحية إجلال لهذا الفكر المستنير ،
امتناني وباقة ود .. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حقا الغالية نوف ،،

كيف حين نحب أحدهم نتمسك بأدق تفاصيل ملامحه و ممتلكاته و آثاره لآخر رمق و نذوب و نتفانى و نتوحد فيه و معه ،،
لنقول : أننا أصدق العشاق، و نشم من حولنا رفات الركام و الجثث المتناثرة من هذا الادعاء العقيم

بينما التمسك بالوطنية دون تعصب و بلغة القرآن و هوية الملابس العربية التي يدعو إليها الآن الغرب بعد تفشي العري و الفساد بينهم بعد التفسخ نعتبره تخلفا و دونية.

و كيف حين نقول أننا نحب الوطن فإننا نتمسك بما نحبه فيه فقط من ممتلكات و عطايا تسدى الينا ، و نتبرأ من باقيه فأي حب

و كيف نقول نحن فخورون بأصلنا و أصالتنا ، و في حقيقة الأمر في أول فرصة نتبرأ من ملامح الأوطان

و نرنو إلى التغيير و التجديد لنرى أننا محونا الوطن و نكتشف أننا مخادعون ، و كنا

نحب مصالحنا في بقعة تدعى الوطن ، و لم نحب بكلنا كله ،،

و في كل شيء ندعي حبه نحن في الأغلب نخادع أنفسنا كثيرا كثيرا ..

و نحاول إقناع الآخرين ..

لا نصبر على جوع الوطن ، لا نشاركه أتعابه ، أمراضه ، فترات تحولاته ،

نحن لا نحب أنفسنا حتى ، و كم نتمنى أوطانا أخرى و كم نتمنى أشكالا لا تشبهنا ،،

هكذا نصل أننا أساسا لا نحب أنفسنا و كل ما يتعلق بنا من أهل و شكل و متعلقات و ماضي و تراث
و نحاول الانسلاخ منا ، بوطن جديد ، ملامح جديدة ، بيئة أخرى،

فكيف سنحب ما يتعلق بنا من دين و مفردات و لباس ،،

يا للرخص و يا للبخس ، في جلسة على البحر بعيدا و بكل صدق و في خلوة نكاشف بها أنفسنا بلا مراء و لا نفاق و لا مبررات،

سنتساقط و نخذل أنفسنا لنولد من جديد ،،

و نبدأ من الصفر صادقين و بكل هدوء ، أفضل من لهث مخادع يجرنا إلى الانسلاخ من كل شيء ..

و إن كنا لا نحب أنفسنا و نريد انسلاخها ، لم لا نعترف و لم لا نرضى بسخرية الآخرين لنا ،
و لا نسب معهم أوطاننا و أصلنا و حسبنا و نفسنا و نسب أنفسنا ،

لم المشاحنات و الادعاءات الباطلة ..و الغضب ..أنطلب من الغريب و الآخر ما لا نعطيه نحن لأنفسنا و لأوطاننا و لغتنا و هويتنا ،

و ديننا ..؟

هشاشة كبيرة ، يتخلل عبرها الغرب بكل أنفة و شموخ ، لنطأطيء الرؤوس بكل افتخار و هو يدوس على رقابنا لنبجله

،

قلنا نأخذ العلم من الآخر و الآخر يفعل ، لكن أبدا ما رأيناهم اعترفوا بنا و لا انسلخوا مثلنا و لا اعتدوا بلباسنا و هم على باطل ، و نحن ضعفاء و إن كنا على حق ..أهي غصة القهر ، أم موت خلفه اليأس ..

و نظرتهم دائما دونية لنا في كل مجال .لأنها هي نظرتنا لأنفسنا حقا،
عثرات و نكبات أبلغتنا اليأس و سلمنا أنفسنا لها بكل سهولة ، دون إيمان و صبر أن الفجر قريب ،

أليس الصبح بقريب يسكن قلوبنا الصادقة ، لكن أين هي ، و إيمانها ، غربت منذ أول موت ،،

إلى متى ،،

كل الشكر و التقدير
حفظك الله

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

و أسمى الأمل، الأمل بالله وحده لا شريك له،
و أزكى التفاؤل : الاستغفار
طوبى لمن ملأ صحيفته منه
(وما كان الله معذبهم و هم يستغفرون)


نادية المرزوقي غير متصل   رد مع اقتباس