يرحمها الله وينير قبرها ويطيّب ثراها ويجعل أعالي الفردوس مستقرّها ومثواها
..
مرثيّةٌ سامِقةُ الصّدق والرّوعة
أسوأ ما في قصائد الرّثاء أنّها لا يطّلع عليها من كُتبتْ فيهم حتى يقفوا على مدى الحُبِّ
الذي نكنّهُ لهم ومساحة الفقد والجُزن الذي أورثنا رحيلُهم ..
.........
يا ربُّ مُرْ أرواحَهــم فتلـتقي
في جـــَوفِ طَيـرٍ أخضـرٍ يُحَـلِّقُ
في جَنّـَةٍ ظِــلالُـــها وَريْفَــــةٌ
المِســكُ والرَّيْحــانُ فيهـا يَعْبِـقُ
فعَافِــهم وعُـمَّهُــم بنفْحَـــــةٍ
من فيضِ خيــرٍ نَبْعـــُهُ لا يَنْـفَقُ
وخُـصَّنا فنلتــقي بهـم عَلَى
ضِفافِ حَــوضٍ وِرْدُهُ لا يرهـقُ
لا تُنكِــــروا بُكاءَنـــا عليـهمُ
تَحـكي القُلوبُ والعُيـــونُ تُبرِقُ
ولا اعتراضَ إنَّهـا آجـالُنـــا
وإنْ نَـــأَتْ فمـــــوتُنا مُحَـــــقَقُ
وإنَّنا ماضــونَ في طريقِهم
مَنْ ظَنَّ غيـرَ ذاكَ فهــو أحمَـقُ
لكُلِّ أمـــرٍ قـد بـــدا نَـهــــايَةٌ
وكــُلُّ حّـيٍّ قـبــــــرُهُ يُحَـــــدِّقُ
وكُلُّنا نسيرُ نَحـــــو حتـفِـنــا
كي يسـتقيــمَ للحـيــــاةِ مَنطِـقُ