منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - خَلْف الشارِع، يُوجَد شَارِعٌ خَلفِي..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2011, 01:09 AM   #1
نورة عبدالله عبدالعزيز
( كاتبة )

افتراضي خَلْف الشارِع، يُوجَد شَارِعٌ خَلفِي..!


تنويه مُسبَق: لا يُؤدِي هَذا الحدِيثُ إلى شَيء

‫١
‎يُحكى في سالف المَجد و الزمَان‫..‬
أنه أرسل أحد الخُلفاء المُسلمِين إلى وزيره هذا الخِطاب‫:‬
‎‫"‬ كَثر شاكُوك و قَل شَاكرُوك‫..‬ فَاستقِم أو استَقل‫"‬
‎ليسَ السؤال ‫"‬ لمن سَنوجه هَذا الحدِيث‫"‬
‎و إنمَا ‫"‬لِمن لن نُوجه هذا الحدِيث؟‫"‬
‎و لأن المطر لا يَأتي حسَب الطلب‫..‬ لا يُمكن أن نُحدد عدد المليمترات المسمُوح بهطُولها على الأرض
‎فليَغفر مسؤولو جدة اندِفاع السمَاء في التعبِير عن مشاعرها بالبكاء الغزير
‎كم كان الأربعاء يوما مشحُونا بالعواطف
‎‫و كانت جدة " المنديل".‬


٢
‎حتى الطبِيعة‫..‬ تصرفت كطبيعتنا
‎كانت جدة العروس و المطر عرِيسها
‎و بعد سنوَات من العِشرة الهادِئة‫..‬ اكتَشف أن هُناك من يَغتصِبها مرارًا
‎لسنوَات طويلة و يتمتع بِخيرَاتها‫..‬ فجن جنُونه!
‎أغرَق الأرض، شق الشوَارع، عبث بالأسلاك و دك الجسُور
‎و فجر المحطاتِ و طمَر الأنفَاق‫..‬
‎كانت الأرض‫..‬ تُولول
‎و كَانت السمَاء غَاضِبة
‎و كانت الأيام ‫"‬ أربعة ‫"‬
‎‫‬ليتحدد الاجتِماع العاجل
وَ ينتهِي ببيان مكرُور دون قِصَاص!


٣
‎‫"‬ متى تتحدث و متى تصمت؟‫"‬
‎دورَة يُعتزم إنشاءها على شرف أبو راس الذي تحدى المَطر قبل هطُوله
‎و استخف بخوف أهل جدة بتصرِيحاته المتبجحة‫..‬ و عندما دقت الساعة
وَ ظهر المَطر لاذ بالصمتِ في وقتٍ يتعين فيه الحدِيث و التبرير‫!‬


٤
‎الحكِيم‫..‬ هُو من يُغادِر كرسيه و هُو العظِيم،
لِذا فإنني أتمنى حقا لو أعلم
أين تكمُن الإهانة في الاستِقالة كي يتفَادى المسؤولون العرب الإقدام عليها؟
‎قطعا هي لَيسَت عندما لا تُؤتِي نفعًا و لا تُبلِي حسنًا‫..‬
‎و ليسَت في أن تتشبث بكرسي ينفعك أكثر من نفعتك له،
‎و لا بِأن تحكم‫/‬تُدير أشخاص يحتقرُون سياستك،
‎و لا عندمَا لا تأتي بجديد لأن عقلك مُعطل‫..‬
تحرص على أن تُؤدي العمل كما قام به من سبقك
‎دون سد ثغراته‫..‬ دون تطويره‫..‬ دون إكماله‫..‬ دون ترك بصمة تذكر المَلأ بك
‎و مؤكد أنها ليست بأن يرقُبك الجميع و أنت منشغلٌ عنهم بِملئ جيبك
فيما عقلك فارغ و عملك باطل‫!‬


٥
‎كان الأمر سيكون أقل وطأة لو لم أشعر بمثل هذا الانهزام المُريع في داخلي،
‎لو لم أشعر بأن وطني مُحتل من قبل جنُود الفساد،
‎لو لم أشعر بأن لدي أصدقاء حرف يعرفونني عندما أكتب و يتحاشونني عندما أجدب!
‎و أصدقاء واقع يُجاورونني عندما أتَنعم و يباعدون بيني و بينهم عندما أضطر،
‎لو لم أشعر بقطع اللحم التي تنقص مني كلما مروا بمحاذاة ذكرِي ،
‎لو لم أشعر بأنني كرهت جريدتي الفُضلى لا لسبب سوى أنها حصدت جائزة عُظمى
‎في وقتٍ تُوزع فيه الهدايا لأغراض عديدة‫..‬ الأفضلية ليست أحدها،
‎لو لم أشعر بأن كوب القهوة يخذلني مؤخرًا و لم يعُد يلبي حاجتي إلى اليقظة،
‎لو لم أشعر بارتفاع مستوى الدناءة و انخفاض منسوب الفضيلة في هذا الزمان،
‎لو لم أشعر بالحنين إلى عهد صدام في حين لم تُثمر حياته عن خير لرعيته
‎إنما بدا لِي أن العراق الأخير كمن خرج من القِدرِ ليسقط مُباشرة في النار،
‎لو لم أشعر بِأن لي بطولة في مسرحيات عديدة لا تعجبني
يحبكها أشخاص كامنون خلف الكواليس المُعتمة ،
‎لو لم أشعر بِأنني مغناطيس مشاكل‫..‬ لا أولدها و لكنني بطريقة ما‫ ‬أجذبها‫!‬
‎ لو لم أشعر بأن الاختلاف لابد و أن يُولد الخِلاف و القطيعة و الشتِيمة و النطِيحة‫!‬
‎لو لم أشعر بأنني أفضيت إلى ماقدمت و أنوي الغرُوب نهارًا،
‎لو أنني فَقط‫..‬ لم أشعر بأنني عربية‫!‬


٦
‎هَبْ أنها تَمكنت‫..‬؟
‎ستَحبِسنا القِطط فِي الخَارج و تُجبرنَا على تنَاول المُخلفَات،
‎ستَرشقنَا الحمَائم بالبذُور،
‎سَتعتقلنَا الكِلاب وَ تجرنَا بِطوقٍ في أعنَاقِنَا،
‎سَيُدخل الأسد رَأسهُ الكثيف الشعر في أفوَاهنَا كَي يُبهر بنِي جنسه،
‎سيُطعمنا البَط خُبزًا مُبللاً ،
‎سَتحجِزنَا الأسمَاك فِي حوضٍ مسَاحته ٢٥x٢٥ سم
‎وَ سَتُسلخ جلُودنا بِلا شك لدوَاعِي الأنَاقة‫..‬
‎سَننقسِم إلى جلُود سودَاء و بيضَاء و حِنطيةٌ و مُنمشة وَ ذوات الكلف،
‎جلُود ناعمَة وَ أخرى جَافة‫..‬ جلُود أصلية و أخرى أقل جَودة،
‎حتى في ذلك الوَقت‫..‬ سَنجد طرِيقة لنَنقسم و نُعدد الطبقَات و نُوجد الفرُوقات

‎‫…..‬ فقط لو أنها تَمكنت لربمَا أدركنا حِينهَا كم نحن سيئون!


٧
‎نُحارب‫!..‬ من ذكر أننَا لا نَفعَل‫!‬ اللهُ يعلم أننا نَفعل
‎نُحارب ضَمائرنا كُل حين‫..‬ نفسنَا الأمارَة بِالحُسنَى،
‎نُحَارِب ابن الوَطن لِنُهيأ للآخرِين فُرصا وَظِيفية عظِيمة وَ سبيلاً مُعبدا للعَيش،
‎نُحارب اللحَى الكثة لأنها لا تسِير وفق أهواءنا،
‎نُحارب الليبراليين لأنهم يَسيرُون وفق أهوَاءهم،
‎نُحَارب أحلام الشبَاب لأنها تُذكرنا بما فقدنَاه و كُنا نملكه ذاتَ عُمر،
‎نُحارب التقالِيد و لا نجِد بَأسا في التقلِيد‫!‬
‎نُحارب الكون بأجمعه لنحظى بابتِسامة ميتة بيضَاء من بَيت باهت يُشبه لونها،
‎نحنُ في جهَادٍ مُستمر و لَن نألو جهدا في تسخِير حرُوبنا
‎لخدمَة ما يزيد هوَاننا‫..‬الله يَعلم أننا نَفعل!


٨
‎دَعنا نُغيب الحَقيقَة، نمنعهَا عن الوصُول إلى وجهتهَا و نُوجِد لها حُجة غِياب فِيمَا بَعد،
‎دعنَا ندعِي القوة قبلَ أن نَتدَاعى و سَأضمَن لك أن لا تطُول أنوفنَا،
‎دعنَا نُفسد في الأرض‫..‬ فما أبهج المُفسدِين و ما أشقى الصادِقين‫!‬


٩
‎لم يرمِ قُنبلة‫..‬ فقط رمَى حذاءه و لَم يُصب الهدَف
‎إلا أننا اجتهدنا في التصفِيق دونَ أن يفقِد أحدنَا الوعي
‎بُسطاء نحن‫..‬ و أبسط وجوه الجهاد من شأنهِ أن يُبجهنا !


١٠
‎تجتاحني الغمة‫..‬
‎كلما أفقت‫..‬ شعرتُ بخزيٍ عظيم
‎و عندما أنام‫..‬ أنام غير فخورة بنفسي
‎حمدان التركي‫..‬ كيفَ أمسَيت يا حَمدَان؟
‎‫لن نقول " كلنا مظاليم" بل " كلنا مساجِين " ‬
‎فادعُ لنا و سَندُعو لك و لنُؤمن سويًا
‎و لا تستقض مضجعي


١١
قال تعالى ( وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ,مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ, بَلْ هُمُ اليَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ )

 

التوقيع


يَصْعُب أنْ تَعِيشَ بِقلبٍ يُبْصِرُ كل مَا يحدُث حَوله،
لا يَغض طرفه..
وَ ليسَت المشَاهد أمامهُ مُمتِعَة!


التعديل الأخير تم بواسطة نورة عبدالله عبدالعزيز ; 02-03-2011 الساعة 01:25 AM.

نورة عبدالله عبدالعزيز غير متصل   رد مع اقتباس