منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - شعر ما قبل الإسلام - 1 -
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2015, 01:50 PM   #2
عبدالله باسودان
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عبدالله باسودان

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 315

عبدالله باسودان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله باسودان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله باسودان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله باسودان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله باسودان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله باسودان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله باسودان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله باسودان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله باسودان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله باسودان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله باسودان لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


شعر ما قبل الإسلام وليس الشعر الجاهلي - 2 –

ونعجب عندما نسمع عمرو بن كلثوم من زعماء تغلب ومن كبار شعراء وحكما ء ذلك العصر يوصي بنيه إلى مجموعة من الفضائل التي دلنا عليها نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام فيقول في وصيته :
يا بني إني قد بلغتُ من العمر مالم يبلغ أحد من آبائي وأجدادي ولابد من أمر مقتبل، وإن ينزل بي ما نزل بالآباء والأجداد والأمهات والأولاد فاحفظوا عني ما أوصيكم به :
"إني والله ما عيّرت رجلاً قط أمراً إلا عُيّر بي مثله، إن حقاً فحقاً وإن باطلاً فباطلاً، ومن سبّ سُبّ فكفوا عن الشتم فإنه أسلم لأعراضكم، وصلوا أرحامكم تعمر داركم، وأكرموا جاركم يحسن ثناؤكم، وزوجوا بنات العم بأولاد العم فإن تعديتم بهن إلى الغرباء فلا تألوا بهن الأكفاء وابعدوا بيت النساء من بيوت الرجال فإنه أغض للبصر وأعف للذكر، ومتى كانت المعاينة واللقاء ففي ذلك داء من الأدواء، ولا خير فيمن لا يغار لغيره كما يغار لنفسه، وقلَ من انتهك حرمة لغيره إلا انتهكت حرمته، وامنعوا القريب من ظلم الغريب فإنك تذل على قريبك، ولا يحل بك ذل غريبك، وإذا تنازعتم في الدماء فلا يكن حقكم للقاء، فرب رجل خير من ألف، وود خير من خلف، وإذا حُدثتم فعوا، وإذا حدثتم فأوجزوا فإن مع الإكثار يكون الإهذار، وموت عاجل خير من ضني آجل، وما بكيت من زمان إلا دهاني بعده زمان، وربما شجاني من لم يكن أمره عناني، ما عجبت من أحدوثة إلا رأيت بعدها أعجوبة، وأعلموا أن أشجع القوم العطوف، خيرالموت تحت ظلال السيوف، ولا خير فيمن لا رويـَّة له عند الغضب ولا فيما إذا عوتب لم يعتب، ومن الناس من لا يُرجى خيره ولا يخاف شره فبكؤه خير من درَه وعقوقه خير من بره، ولا تبرحوا في حبكم فإنه من أبرح في حب آل ذلك إلى قبيح بغض، قد زراني إنسان وزرته فانقلب الدهر بنا فبرته واعلموا أن الحكم سليم، وأن السيف كليم إني لم أمت ولكن هرمتُ ودخلتني ذلة فسكتُ وضعف قلبي فأهترت سلمكم ربكم وحياكم."
ومن الثابت أن مؤرخي ورواة الشعر قديماً وحديثاً اعتادوا على أن يوسموا الشعر العربي قبل الإسلام بالشعر الجاهلي واستُعمل هذا في مؤلفاتنا ومناهجنا الدراسية إلى يومنا هذا. وفي تصورنا أن هذه التسمية لا تليق بالشعر العربي قبل الإسلام أن يوسم بالجهل، ذلك لأنه يمتاز عن غيره من الشعر الذي قيل بعد الإسلام إلى يومنا هذا، ولأنه يعبّر عن مكارم الأخلاق والشهامة والمروءة والشرف والشجاعة والفروسية والوفاء بالعهد في ذلك العصر عند العرب كما أسلفنا سابقاً، وكذلك اللغة العربية السليمة النقية التي يعتز بها كل عربي فهي تعتبر من أرقى اللغات قلما نجد مثيلها في أمة من الأمم في ذلك الزمن. كما أنه أرسى لنا بناء القصيدة وأوزانها وقواعد اللغة العربية وبلاغتها. إنه تأريخنا يجب علينا أن نعتزبه، فليس من الوفاء أن نوصمه بالجهل .
إن هذا الشعر في ذلك العصر مرجعنا في مختلف قضايانا الشعريه والأدبية واللغوية، وهو ديوان العرب في تلك الحقبة من الزمن، وكذلك مرجعنا في تفسير كثير من معاني كلمات القرآن الكريم، فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما لما سئُل عن معنى الأية الكريمة:
"يوم يكشف عن ساق ويُدعون إلى السجود فلا يستطيعون" (القلم 42)
قال: إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب أما سمعتم قول الراجز:
صـــبراً عنا ق إنه شـر بــاق
قد سن لي قومك ضرب الأعناق
وقــامـة الحرب بنا على ســاق

وفي التفسير: كشف الساق يراد به الشدة في البلاء، وقد كانوا إذا ابتلوا بشدة كشفوا عن الساق.
وعن محمد بن سلاَّم الجمحي صاحب طبقات فحول الشعراء قال: "ما عُرض لابن الخطاب أمر إلا واستشهد فيه بالشعر." وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال " أفضل صناعات الرجل الأبيات من الشعر يقدمها في حاجته، يستعطف بها قلب الكريم، ويستميل فؤاد اللئيم"
وقال أيضاً " الشعر جزل من كلام العرب تسكن به ثائرتهم، ويطفأ غيظهم ويبلغ بها القوم
في ناديهم، ويعطى به السائل" .
وقال أبوهلال العسكري:"لا تعرف أنساب العرب وتواريخها وأيامها ووقائعها إلا من جملة أشعارها، فالشعر ديوان العرب وخزانة حكمتها ومستنبط آدابها ومستودع علومها."

إذا لم نعرف هؤلاء الشعراء الذين كانوا قبلنا لما عرفنا مثل هذا الشعر الراقي في معناه لغة ً وأدباً، وحكماً وأمثالاً، لذلك ليس من الإنصاف والوفاء أن نوسم هذا الشعرالعظيم الذي حفظ لنا تاريخنا في ذلك الزمن بالجهل، وإذا كان في نظر البعض أن هذه التسمية تليق به فلماذا نتعلم الطيش والنزق ونكتبه في كتبنا وندرسه لطلابنا في مدارسنا وجامعاتنا. وإذا كان لابد لنا من هذا النعت فهل ننعت الكرم في ذلك العصر و نقول الكرم الجاهلي والوفاء بالعهد الوفاء الجاهلي وما شابه ذلك من الشجاعة والمروءة والأمانة. وقد قرأتُ لأحد الكتاب قوله "لابد لنا أن نستمر على هذه التسمية فقد اقتدى عليها آباؤنا السلف والخلف" ، فنقول فهل يا ترى نكون مثل ما قال الأولون "إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون."
يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " كان الشعر علم قوم ولم يكن لهم علم أصح منه "
هناك في ذلك العصر مكارم أخلاق ووفاء بالعهد و شهامة وشجاعة كما سجلها لنا التاريخ وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق". ومما يروى عنه صلى الله عليه وسلم أن سفانة بنت حاتم الطائي وقد وقعت في الأسر في إحدى الغزوات وعندما عرفتّه بأبيها أنه كان كريماًً في ذلك العصر قال لها يا جارية هذه صفات المؤمن حقاً لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه، فقال لأصحابه خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق والله يحب مكارم الأخلاق.

يتبع -3 -

 

عبدالله باسودان غير متصل   رد مع اقتباس