منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ماسنجر أبعاد أدبية [2] | حدود حرِّيَّة الإبداع
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-2016, 09:47 PM   #8
محمد سلمان البلوي
( كاتب )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عرابي مشاهدة المشاركة
سَلامٌ عليكَ أيّها الكريم

أُطروحاتُك دائِماً تمسُّ صُلبَ القَضايا الملموسة والمَحسوسة والمُعاشة في واقِعنا الحاليّْ

الإبداع أيّما كانَت سِمَتُه وصِبغَتُه ونوعيّتُه،ومهما امتدَّ الأُفق أمامَه مُشرِعاً ذِراعَيه
فلا بُدَّ أن يُبنى على أُسُس ، وأن تُؤطّرَهُ حدود لا يصحُّ تَجاوزها ،
ومنها حدّ القَداسة، وحدّ الجُرأة الأقرب إلى مغادَرَة ضِفاف النّقاء

من وِجهَة نَظري، مهما كان العمل الإبداعي مُدهِشاً ومُلفِتاً للذائِقة ويَشتَمل على كمٍّ من التميّز ،
فهو إن تجاوز هذه الحدود فقد فَقَدَ الكثير من ابداعِه
ولا يُخلّفُ في نفسي إلّا الكثير من الامتِعاض.. فحسب

القَداسة واحتِرام الشرائع والأديان، وعدم الخَوض في أمور الدّين بِـ صيغةٍ تُفقِدُ الكِتابة ضَرورة الحِفاظ على التأدّب مع الخالق

والأمر الآخر هو " الإباحيّة " والجرأة في إيرادِ المُفردات المُثيرةِ للغريزة ..!
وقَد بِتنا نَلحَظُ هذه الظاهرة وبِـ كثرة

هذا الشئ والله يُشعرني بالأسف إذ أن النص بِـ رمّته يَفقِد الكثير من قيمته الأدبيّة

في حينِ لا يُكسِبُهُ زجُّ مثل هذه التّلميحات ثراءً أدبيّاً ..!

فما أجمل أدب الرافعي والمنفلوطي وجبران إذ لَمَسَ الجوانب العاطفيّة بتعفّف

ولله درُّ الأدب إن لَزِمَ ضِفاف الأدب والشّفافية والنقاء والسموّ

بِـ تعفّف ودون تكلّف

طِبتَ أيّها الفاضل
وحفظك المولى

وعليك السَّلام، يا رشا الخير، ورحمته وبركاته

ربَّما يظهر الاختلاف حول حرِّيَّة الابداع جليًا في المجتمعات المنفتحة، والَّتي تتعدَّد فيها المذاهب والأديان والأعراق، والَّتي تفصل دساتيرها الدِّين عن الدَّولة وتسمح بالإلحاد، والَّتي تمنح قوانينها سقفًا مرتفعًا من الحرِّيَّات وأُفقًا واسعًا وفضاء شاسعًا، فلا يردع الكاتب أو الفنَّان، في هذه الحالات، غير أدبيَّاته وقناعاته ووازعه الدَّاخلي وفهمه للفنِّ وللجمال وللإبداع. ويرى بعض النَّاس في مخالفة المألوف وكسر القوالب والتَّابوهات والتَّمرد على النَّمطي والسَّائد، بغضِّ النَّظر عن حرمته وقداسته ومدى حساسيَّته أو خطورته، نوعًا من الخلق والابتكار والفتح والتَّجديد والإبداع. وهذا الأمر، إنْ لم يُضبط بقيود أو حدود ويُنظَّم، فإنَّه يسبِّب حالة من الحيرة والإرباك ومن الفوضى والضَّياع والتَّحرُّر والانفلات، قد تؤدِّي، في نهاية المطاف، إلى تدمير الثَّوابت وتشويه الجماليات وإلى إفساد المصالح وهدم المجتمعات.

بارك الله فيك، يا الرَّشا، ونفع بك
ولك شكري وتحيَّاتي وتقديري
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة






 

محمد سلمان البلوي غير متصل   رد مع اقتباس