[نور]

هل يُزعجكَ بكائي..؟
هل يُزعجكَ أني أنامُ دون أن أسمع منك كلمةً تقنعُ قلبي بـ أنك لم تتغير..؟
هل يزعجكَ أني أغيب لـ يومٍ أو يومين ثمّ أعود دون أن تلحظ ذلك..؟
دون أن يختلف صوتك..؟ دون أن تتفقد صوتي..؟
دون أن تسألني لماذا غبت..؟ أو لماذا عاقبتك بغيابي..؟
هل تزعجك أسئلتي..؟
.
أنا قد تعبتُ من البكاء..
تعبتُ من انتظاركَ؛
تعبتُ من كتابةِ صوتي بـ رسائل لا يسمعها قلبك؛
ومن تأجيل أفراحي كلها كي أفرح بها معك؛
ومن إخفاء صورك بأرقام سرية؛ ومن نقل رسائلك بـ خطّ يدي إلى دفترٍ صغير؛
ومن تذكّر عطرك كلّما أغمضتُ عينيّ؛
ومن اختيار نبرة صوتك السعيدة..
كلّما أردتُ أن أسمعها في قلبي لـ أضحك؛ ومن تفقّد هاتفي
-كـ ما تتفقد الأمّ سرير ابنها المحموم- رغم أنه لن يموت..!
.
هل تزعجكَ صراحتي..؟
لماذا لم تترك قلبي حين لم تكُن قادراً على إسعاده..؟
على الأقلّ لماذا لم تتركه حين لم تستطِع أن تكون معه؛
لماذا لم تخبره بـ ذلك صراحةً..؟
لماذا منعتني عن كلّ سماءٍ لـ انتظار مطرك..
رغم أنك لن تُمطر؛ رغم أني لن أُورِق في ظلّك أبداً؛
لقد بكيتُ حتى ابيضّ قلبي؛
لقد كنتُكَ حتى نسيتُ كيف أكُونُني؛ لقد انتظرتكَ حتى لم أعُد إليّ..!
.
هل يزعجك وجودي..؟
لقد حاولتُ أن أرحلَ أكثر من مرة؛ لكنني كلّما حانَ الوقتُ.. تذكرتُ قلبي؛
لا أريد أن أرحلَ في غفوةٍ من الحبّ؛
بل أريد رحيلاً في لحظة يقظتك الكاملة؛
أن يرى قلبكَ كلّ شيء؛ حتى إذا لم تجدني في يومٍ ما..
لا تزعجكَ كلّ الأسئلة التي يمكن أن تنتاب الطرف الخاسر..!
.


" ماجد مقبل "