منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - كلُّ العَصَافيرِ بِلا مَنازِلٍ !
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-07-2009, 06:05 PM   #1
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

الصورة الرمزية د. منال عبدالرحمن

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 459

د. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي كلُّ العَصَافيرِ بِلا مَنازِلٍ !


حينَ قرّرني الغِيابُ كنتُ وَحدِي , وَحدِي تعني فَقَط .. بدونك .

مثذ عرفتُكَ غيّرتُ طريقةَ استخدامي للألفاظ , أقولُ وحدي عندما أعني أنّكَ لستَ معي , و أنّي حزينةٌ حينَ تبكي أكتافي مرارةَ المسافةِ بينها و بينَ يديكَ و أنّي راحلةٌ حينَ تُشيحُ بصوتِكَ عنّي ..

ليسَ غريباً أبداً أن تتغيّر أشياؤنا و أولويّاتُنا من أجل من نحبّ , الغريبُ أن تأخذَ كلُّ الأشكالِ طابَعَ من نحبّ و تتحوّلُ كلُّ العواطِفِ إلى مصدرٍ واحدٍ .. هو من أحبّ !

هكذا كنتُ أنا , غريبةً في كلِّ شيءٍ معك , تماماً كما كنتُ غريبةً مع كلِّ أحدٍ قبلَك .

لا ترفَع دهشتَكَ و تحدّق في صمتيَ المنطلقِ من أعلى فوّهاتِ جرحيَ الثّائر , دعكَ من أنفاسيَ المتقاطعةِ مع الحروف , تستطيعُ حتماً تخمينَ الحروفِ الّتي أبتلعُ لأجلِ أن أواصلَ الحياةَ .. و الحديثَ إليكَ في غيابك .

امرأةٌ مثلي قادرةٌ على ابتكارِ عالمٍ كاملٍ من كلمةٍ تقولُها متلعثماً , قادرةٌ على أن تنفجرَ صمتاً , حينَ يُفاجئها صمتكَ بالكثيرِ من الظِّلال .

امرأةٌ مثلي تعشقُ الشّمسَ رغمَ صقيعِ الوحدةِ و ترتدي حلّةَ الحزنِ ترَفاً بالشّوق , قادرةٌ على أن تُمطركَ بالحضور حينَ تعجزُ عن استبدالِ صمتِكَ بالغياب .

كنتُ دوماً أتساءل : هل نحبُّ من نُشبِه , أم نُشبِهُ من نحبّ ؟

أم أنّهُ الحبُّ يخلطُ بين الأشياءِ بفوضويّةٍ محبّبة , يقلّبُ المشاعرَ على نيرانِ الشّوقِ فيصنعُ منها مزيجاً خطيراً قابلاً لكلِّ شيءٍ .. إلّا التّجمّد !

و ربّما كانَت أنانيّتنا من تحوّلُ الحبَّ في أعيننا إلى مخلوقٍ على مقاسِ رغباتِنا و أحلامنا و أمنياتِنا , بتجاهلٍ كثيرٍ لاختلافِ الآخر , لعمقِ ظنّنا بأنّنا نتشابه !

أنا كنتُ كلَّ ذلك , و هناك خلفَ قفصٍ صغيرٍ كانَ يناجي قلبيَ الصّغيرَ يديكَ كي تُخرجَهُ من النّبضِ إلى اسمك ..

يحدثُ ألّا نسمعَ صوتاً عالياً , في حينَ تنخفضُ كلُّ الأصواتِ حولنا و تسرقُ تركيزَنا , لا لأهميّتها بل لانخفاضِها عن مقدارِ الوضوحِ حتّى لو كانَت هدراً للقلب ..

و ربّما كُنا نُغفلُ صوتَ حلمٍ , آثرنا أن يبقى في غياهبِ النّومِ السّريِّ اللّذيذ , على أن تلفحهُ حرارةُ الواقعِ بفجرٍ قد يكونُ أكثرَ اشراقاً ممّا نتوقّع .

هكذا كنتَ أنتَ .. دائِماً على حافّةِ الأمان , و قبلَ الغرقِ بشهيقٍ واحدٍ ..

تلكَ المسافةُ الفاصلةُ بينكَ و بينَ الشّوقِ دائماً , كانَت ملجأكَ الوحيدَ منكَ , و انتظاركَ الوحيدَ لي .

ربّما لم نتّفق و لم نتشابه ,

لكنّنا حتماً

غرقنا

معاً .



...... نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس