أتعلمين يا فقد كيفَ أقرأ اسميَ الآن . أقرؤه كأوّلِّ الجُمَل الّتي لامسَتْ حنجرتي فأخرجَتْها و هي تجاهدُ اللعثمة ,
لماذا أحبّكِ أيّتها المليئةُ بتفاصيلِ الطفولةِ و النور , الأرقِ و الغربةِ و الماءِ و أصواتِ البلابلِ فوقَ جدولٍ حزين , لماذا أحبّكِ و انتِ تسكنينَ الهاربَ من صوتي و الفارَّ من جلدي , فأركضُ إليكِ و أحتضنكِ و أقولُ : لا تقولي شيئاً يا فقد , فكلُّ ما تريدينَ قولَه , تستطيعينَ قراءَتهُ في قلبي .
و لأنّكِ مختلفةٌ جدّا و لأنّي أدركُ ذلك , و لأنّ الأزرقَ حزننا المشتركُ و شجرةَ الليمونِ لعبتنا المفضّلة , سأقولُ : أنتِ في القلبِ مهما غبتِ - و ربّكِ -
فانوس , شُكراً بعددِ ذرّات النّور .