منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مظلة فكرية
الموضوع: مظلة فكرية
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-2022, 03:29 AM   #1
منى آل جار الله
( آنين المطر )

الصورة الرمزية منى آل جار الله

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 5337

منى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي مظلة فكرية



في احدى زوايا المقهى الذي اعتدت الذهاب إليه .. مددت يدي كالعادة كي أتفقد الكوب والصحن وطريقة تقديم المناديل ، يبدو الأمر شاق للبعض لكنها طقوسي ومقدمات للمتعة التي أصبو إليها ، التغذية البصرية تشكل عاملا فارقا بكل جوانب حياتي ، البعض يرى أنني معقدة بعض الشيء بالضفة الاخرى معقدة جدا ..وحين أشير للعامل او المسؤول يتضجر من معي ويشعرون بالإحراج .. لم أجد مبرر ربما انني اقتل المتعة كما يقال .. لكن معايير المتعة لدي سوف تهتز ولن اشرب قهوتي او أي مما قد أرغب به ..يبدو أن اصحاب القهوة لا يتحملون الانتقاد ابدا ، اعتقدت لفترة ان القهوة هي السبيل لمخ متزن وقد فشل الأمر معي تاليا
لذلك توقفت عن ارتياد المقاهي وعدت للحبيب الأول ولأصحاب الخاطر الوسيع عدت لمشروب الصبا والمراهقة ( الشاي المحبق المنعنع ) والسكر الزيادة .. الشاي بلا سكر مضيعة للذة ، أن الشاي حين يخامره الحبق والنعناع ..يصبح أرجوحة فكر بلا منازع ، وقتها تبدأ طقوس صمتي للخروج من ضجيج الوقت وصوت السيارات والأبواق المتعالية وادرج نفسي تحت مظلة فكرية خاصة أحاول بها نسيان الشارع الذي أمتلى بالفجوات من مسكني حتى مقر عملي وعن صعوبات التفاهم بيني وبين السائق الذي يعمل لدينا منذ سبع سنوات ..كما يطل منزلنا على شارع أشبه بمجرى مياه وربما نسميه واد مصغر وقد شتت كل حلم للسعادة بالمطر ..العمل الروتني القاتل الذي استقر ككهل عجوز لايرغب بالحراك على كتفي ، المواقف التي لم نجدد مبرر لإصحابها ، الاعمال التي اؤجلها كل يوم ، غرفتي التي تعج بالأوراق ، مكتبي المزدحم بالعمل ، الصمت المفتعل والضحكة المهترئة ..واقع لا يمثلني لكنني مضطرة للسير به .... والخ
تدافع بعض الافكار يربك نفسيتي جدا في مقابل مايطلب مني الالتزام به .. فكرت كثيرا بمراهقتي بالهرب لان الاختناق كان وشيكا لأزهاق روحي ..
ان من أصعب مايمر به المرء الموت حيا .
وقت الشاي هو فترة زمنية قد تثرثر بها روحاً صامتة وقد تولد به فكرة نيرة أنه وقت تولد به المشاعر التي تسير العقل وأفكاره ولأننا نقمع مشاعرنا في الغالب لأسباب عرفية او غيرها قد تتراكم وتظهر على شكل أمراض نفسية أو جسدية مما يعيق النضج الروحي والوعي العميق وهما عاملان للنجاح ،لذلك قد يكون هذا سبب عدم بلوغي هرم النجاح وسبب تعثري ،ومنطقيا الأمر صحيح جدا ،لأننا نصبح مثقلون بما مضى .
ويظل العقل يثرثر ويتساءل ؟
انظر لكل تلك الممرات والاروقة التي بمظلة فكري .. واتعثر بالكثير من الظلمة والطرق التي تركتها والاخرى التي سدت بوجهي .
اسمع صوتا من أخر الرواق يردد: لاتقلق ان الله معنا .. ان هذا منتهى الوضوح لكل نهاية .. لغة بها طمأنينة متفردة ومغايرة لكل التشويش الذي يلم بي ، انها آلية التسليم السهلة والواضحة لنا منذ 14 قرن وهي تعمل بالحياة اليومية دون الرجوع لطبيب نفسي او معالج روحي أو اعتقاد معين أو الهرولة بكل اتجاهه
تأمل صومعة الفكر واعرف نفسك جيدا، والحرية التي تبحث عنها مفتاحها انت ،والمملكة التي ترنو لها هي داخلك ، فكل شخص مجرة كونية منحت الهبات الكثيرة
حين تدرك ذلك لا خيبات بعد اليوم ولا عشم ،سيصبح كل يوم هو رحلة عبور للحياة قد تنجح وقد تفشل .. مايصيبك من خدوش وتعثرات هي طبيعية جدا .. كي تكف عن لوم الناس والأماكن والمؤسسات والأحوال المناخية والفلكية والقدر والحظ والشيطان والخصوم كل ذلك نخرجه من إطار الاتهام كل هذه الاساليب للهروب من المواجهة ، هي استهلاك طاقة واجهاد بدن .
ان عملية التسليم لله هي مرحلة نهائية تخلق الايجابية بروحك وتخفف ثقل الأيام بك قالها نبي الأمة لصاحبة اذ هو بالغار كانت نهاية رحلتي ومغنمي من خلوتي مع ذاتي
واسمع صوتي أمي ان كثرة المنبهات خلت عقلك يشت لتقطع وتيرة الصمت بصومعتي ..لم تدرك أمي بعد ان هذه اللحظات خلقت من الغد بداية مختلفة لقد أصبحت أكثر خفة روحا و جسدا .
أن أزمات الحياة هي من صنعت تلك الهالة الصامتة واعطتنا فرص النضج والتوسع والتجربة ويقول يونغ يوجد بأنفسنا في اللاوعي جانب يسمى "الظل " والظل عبارة عن كل أفكارنا ومشاعرنا ومفاهيمنا المكبوتة التي لا نريد مواجهتها كما يشير ان أحد فوائد الأزمات تجعلنا نتعرف على ظلنا
ان كثرة الأزمات تجعلنا أكثر انسانية ، أكثر تعاطفاً وأكثر تقبلا لأنفسنا وللآخرين ..
اعتمدوا كلمة " كفى لإنهاء أي تأزم عاطفي و نهاية كل يوم ..اعتنقو البقاء مع الناس التي تشع بالحياة وكوب شاي على الماشي قد يحدث فرقا بك ..

 

التوقيع

كائن يبحث عن وسادة من ضجيج عقله ..
" لا أحد يدرك الأمر سوانا "

منى آل جار الله غير متصل   رد مع اقتباس