منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حديث الغمام
الموضوع: حديث الغمام
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-20-2007, 01:54 AM   #7
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 51

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


( 6 )


* هو وهي *



نوم قليل وفترة انتظار ثملة بالدفء تحت الغطاء الثقيل ،، النافذة تنضح بضياء خفيف ولكنه يتجلى بقوة في ظلام الغرفة الدامس ،، ها هو الفجر يسبح في بحر الصمت الشامل ،،


أي سرعة جنونية في هذا الزحام الذي لم تعرف له الأشجار مثيلا ً منذ غرست في العصر الحجري ،، المجنون يجري بلا وعي نحو حادثة يرصده عندها المجهول ،،



هو : صباح يوم جديد ،، قديم ،، جديد قديم ،، قديم جديد ،، إن لم يوجد قديم حسن فليوجد جديد سيئ ،، أي شئ خير من لا شئ ،، الموت نفسه تجديد ،،


تحمل يا مسكين ،، في زمن النار لا نسمة ترطب الفؤاد إلا أنت يا حبيبتي ،، للأشجار الباسقة فضل لا ينكر ،، انظر إلى أعلى إلى السحب البيضاء ورؤوس الأشجار لتنسى سطح الأرض المتآكل ،،


إني أسير العقل الراجح والخلق الكريم والعينين الدافئتين ،، منذ الصبا ومنذ الشباب ،، عجيب أن يخلد الحب في هذا الغبار المنتشر ،، ها هو الهاتف يرن ،،


لو انتظرت دقائق لذهبنا معا ً ،،


فقالت بمرح : أصر أبي أن يكون فطوري في البرازيل



أتذكر وأحلم وأحلم وأتذكر ،، قصة طويلة ترجع إلى أقدم عصور الحياة في بيتهم القديم ،، لعبنا معا ً ،، ويجئ الحجاب مصحوبا ً بالحياء والحذر ،، والرقيب يتدخل هادما ً المسرات ،، لكن الحب اقتحم القلوب في حينه ،، انهالت المداعبات العابرة والعبارات الرمزية ،، أحبك على غلاف قصة وفاء الجيلين ،، خطبة لسنوات عديدة لا أدري متى تتوقف !!،،


إني مسئول مطارد تحاصره التساؤلات ،، أين الصواب ؟! ،، لم َ أشك في كل شئ ؟! ،، كيف حاق بي هذا الضياع ؟! ،، أكاد أسمع ما يقال من ورائي ،، فوق ذلك تهيم الأحلام ،،


إني أفكر وكأن كل شئ سيبقى على حاله إلى الأبد ،، العمر يذهب والحب ثابت لا يتحرك ،،


لم نلتق كثيرا ً في المستشفى ولكنا عدنا معا ً بسيارتي المهترئة ،،


قالت وهي تترجم مقطعا من أغنية كنا نسمعها : أنا نور حياتك بدوني عالمك مظلم


وصلنا إلى بيتهم فودعتها بقبلة فاترة شأن المشحون بأفكاره ،، لا مساحة بيننا لمزيد من القلق ،،


قالت : ماذا بقي لنا سوى الحب ؟! ،،


نظرت إليها متسائلا ً ،، فقالت وهي تغلق الباب بعصبية : عليك أن تتذكر دائما ً ذلك ،،


أطبق علي السكون ،، ما الذي تعنيه بذلك ،، اللعنة على كل شئ ،،


حائر لا موقف لي ،، حتى متى ؟! ،، متى أنظر إلى نفسي نظرة ناقدة موضوعية ؟! ،، أحبها والحب لا عقل له ،، أريدها بكل قوة نفسي ،، كيف ؟! ،، ومتى ؟! ،، متى تتيسر تلك السعادة الملعونة ؟! ،،


آه حبيبتي ،، تثور كالبركان لأتفه الأسباب ولكنها صافية القلب



هي : دائم البحث عن شئ مفقود ،، لو عرف نفسه لوجد لها مرفأ ،، ينطح الصخر ويقبض على الهواء ،،


مسكين حبيبي ،، بل مظلوم ،، مظلوم عندما أجبرته ظروف وفاة أبيه على ترك دراسته ليعمل ويعيل أمه وأخواته تحت أثقال الديون الكبيرة التي يرث سواها ،، أبيه كان صديق لأبي ،، وجيران عهد طويل عندما كنا نقيم بالشقة المقابلة في البيت القديم الذي نملكه ،، كانت صداقة عمر وهي التي جعلت أبي يصر على الخطبة رغم معارضة أمي ،،


سنوات دراستي في الطب كانت جميلة عدا النظرة التي ألحظها في عينيه ،، لقد كان متفوقا ً أكثر مني ،، يا لعزة نفسه التي غالبا ً ما تحنقني ،، حتى وظيفته الحالية في المستشفى عندما أخبرته بشأنها لم يوافق إلا بعدما تأكد ألا وساطة لي فيها ،، كم أعشقه لذلك ،،


ولكن مهلا ً ما تلك القبلة التي ودعني بها ؟! ،، لا أحب هذا ،، إهانة أو ما يشبه ذلك ،، إذا تكرر ذلك فسوف أصارحه ،، لا تقبلني إلا وأنت تحبني لا يشغلك شئ عن حبي ،، ماذا بقي لنا سوى الحب ؟! ،، يا إلهي ألا يوجد بصيص أمل ؟! ،،


توضأت لأصلي العصر ،، وبعد ذلك جلست مع أمي لمشاهدة المسلسل التليفزيوني ،، انتزعتني موسيقى البداية من الصراع ،، بقوتها الانسيابية دعت حبيبي فهبط من الغيب وجلس بجانبي ،، انقلبت فجأة إلى أنثى حالمة ،، أمي لن تلبث قليلا ً إلا وتذكره بما أكره ،، يا عزيزتي فهل تبتسم حياتي بدونه ؟! ،،

 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس