[حسين الراوي]

سلام عليكِ يا درعا
سلام طاهر مخضبٌّ
بالحُب والكرامة والكبرياء
سلام عليكِ عدد
ما سبح لله الأنبياء
وسلام عليكِ عدد
ما استغفر لله الأتقياء
وسلام عليكِ عدد
ما تعاقب الظلام والضياء
درعا .. شكراً لكِ علَّمْتِنا
كيف يكون الشموخ
في زمن الانحناء
وكيف الفرق الحقيقي
بين الذل والكبرياء
درعا ..
عُذراً فنحن جميعاً جبناء
ولا نخوة بِنا تحركها
جثث القتلى
وخوف الأطفال
وصياح النساء
درعا ..
عُذراً أيتها الشامخة
فنحن لا نملك لكِ إلا
الكِتابة والشِعر والغناء !
عذراً لك فنحن فقط
نتفرج عليك من بعيد
ونصور الدمار والدماء والأشلاء !
عذراً لك درعا ..
فالزمن ليس بزمان الرجولة
بل زمن العملاء والرقعاء والأدعياء
عذراً لكِ درعا ..
فمسلمي اليوم عنكِ مشغولون
بأرداف روبي
وصدر نانسي
وأفخاذ هيفاء !
عذراً لكِ درعا ..
فالعرب الآن يتنافسون
على حُب برشلونة وريال مدريد
والأهداف والأصداء !
درعا .. يكفيكِ عنا شرفاً
أبناءك الثوار الأحرار النجباء
الذين بشجاعتهم قالوا للدنيا
" لا نامت أعين الجُبناء "
والذين خطّوا على جبين التاريخ
(إن درعا موطن الثوار العظماء)
الذين لم يرهبهم جنود البعث
بالنار والحديد والجوع والدماء
إيهٍ درعا ماذا عسى أن أُقدِم لكِ
وأنتِ عروس المجد والبهاء
إلى ماذا سيهديني فكري أن أكتب
وأنتِ الذي يقصر عن قامتكِ الثناء
عُذراً درعا ..
ألا يكفيكِ أنكِ تتوشحين بالعزة ؟
ونحن متوشحين بالذل والخَنا !

نُشر في (روح)
http://roo7.net/inf/news.php?action=show&id=136
وجريدة الراي
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=273652&date=06052011