منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أختي
الموضوع: أختي
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-19-2009, 09:18 AM   #1
عبدالرحيم فرغلي
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالرحيم فرغلي

 






 

 مواضيع العضو
 
0 انكسار وثورة
0 اليُتم
0 خطيئة قلب
0 مشاعر مضطربة

معدل تقييم المستوى: 4846

عبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي أختي


مسكينٌ هذا القمر .. ليس له أخت ، مرآته سوداء تأكل في وجهه حتى الصباح ، يشرب قهوته بعيداً عن البشر .. مذ عرفته وعجمةٌ في لسانه لستُ أفهمها ، لم يتب من سرقة الضوء حتى بعدما قطّعوا يديه ورجليه .. لكن ماذا يصنع .. وهو يواري بالنور سوءة عزلته ، يقولون أن أمه كانت تبيع قصائداً للعشاق .. وأبوه الغاضب سافر في محاق ولم يعد .. فما زالت بقع الخجل تسكن سطحه ، غداً تكفنه الشمس ببياضها .. ويأتي قمرٌ آخر .. ماله أخت .

فتعالي يا أُخية .. الشاي لم يبرد بعد .. وحديثك شهيٌ لا يُمل ، تركتُ الشوارع ورائي تنتحر تحت الأبنية .. والشجرة الماجنة تلبس عباءتها المزركشة وتغازل الأرصفة ، المكان معكِ هنا يغري بالثرثرة .. بالبوح .. بإطعام أسراري بعض الصمت ، المكان معكِ له رائحة بيتنا القديم .. وفستان أمي .. وصوت الجيران ، حين أراكِ أتذكر الفوضى المدسوسة في حياتي .. أتذكر صلاة العشاء التي سهوتُ عنها ، أرى في وجهك إيمان .. وفي عينيك إيمان .. ولي فيك إيمان .

اشتقتُ إليكِ .. أنت لا تأتين لأمنا حتى يملّ الهلال من الهلال .. حتى ينتفخ صدري بالكلام .. حتى تنبت نظراتي في زوايا المكان ، اشتقتُ لجلوسك بجانبي .. وأتعجب كيف تزرعين الربيع في حبات المطر .. كيف تهوني الهموم حتى تشرق بالنور وتنادي على نفسها بالثبور ، كيف تُسهرين الليل على كتفيك وينام الفجر بين يديك ، أبعدكِ السفر يا حبيبتي .. والزوج والأبناء ، كلما تذكرتُ طفولتنا .. لعبنا .. لهونا في حارتنا المتعبة .. قلتُ .. ستأتي .

مغرورة هي الأرض يا أخية .. في المساء تتنكر للشمس .. للنور .. للأشجار التي منحتها جسدها طيلة النهار ، تدور حول نفسها مختالة مجنونة .. تظن هذا الكون مرآتها ، أما أنتِ فتمنحيني الحب .. تمنحيني الورد معجوناً بالنخل .. بالبحر .. بالأمل المصفى ، أنتِ كالماء النقي يعرف ملامحي .. يفهم الشقاء الذي يتلبسني وقد استطال كعيدان الخيزران .. يشعر بأحلامي وهي تغوص بداخلي سيوف مشرعة .. يرويني كلما ظمأت للابتسام .. ويقول لي لم يزل لك عندي كثير .

صوت أمنا .. وجهها المليح سقط في دمنا كالعمر .. كالتاريخ المديد ، تآلفنا .. نرى الصباح يأتي لأنه صادق الوعد .. نرى الأمكنة وهي تبوح لنا بحديث طويل لا يفهمه سوانا، في بعض الأحايين أراك ثرثارة .. فأنتِ تقولي مافي نفسي جملة واحدة ، إيهٍ يا أخية .. أنت تريني أعز الرجال .. وأنا أراك أعز ما في الحياة .

 

التوقيع

المدينة المنورة ،، حيث الحب الكبير

عبدالرحيم فرغلي غير متصل   رد مع اقتباس