منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مَهدي عَامِل .
الموضوع: مَهدي عَامِل .
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2023, 10:44 PM   #2
عَلاَمَ
( هُدوء )

الصورة الرمزية عَلاَمَ

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 50467

عَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


" أتأبط أسئلتي/ وأهاجر
لا مأوى إلا ممكلة العينِ".






كتب فيصل درّاج ..


قدّم مهدي عامل، صورة عن إيمانية ثورية، اطمأنت إلى قوة "النظرية"، وإلى قدرة المؤمن بها على إقامة الحد الفاصل بين الصحيح والخطأ. اعتقد الراحل أنه يمشي مع نظرية تمشي مع " التاريخ " وتشرح خطواته بلغة واضحة. ولعل تماهي الثائر بالنظرية، كما تماهي اللبناني بالتاريخ، هو الذي جعله يؤثث مدينة جميلة لا وجود لها. أخلص لذاته وهو يخلص لـ " الكتب " وأخلص، في الحالين، لنسق من الحالمين لا ينتهي .


كتب الماركسيون اجتهادتهم بأساليب متعددة، اقترب بعضها من نثر الحياة، وآثر بعض آخر لغة من خشب. وُعدوا، في الحالين، بمدينة تنصف الأحياء، وترد الإعتبار إلى أموات جمعوا بين الأحلام والخيبة. أراد مهدي عامل، الذي صالح بين العربية والفرنسية، أسلوباً خاصاً به، يوحّد بين العلم والإيمان، إذ العلم ماركسية قوامها جهاز نظري يقرأ الظواهر في أسبابها المادية ـ وإذ الإيمان ماثل في طبقة متحزّبة تحرّر البشرية كلّها.


رأى مهدي، وهو يقتفي آثار غيره، في الفلسفة والسياسة وحدة لا تقبل الإنقسام، اشتقت الفلسفةُ السياسيةَ من " صراع الطبقات " ، ونقدت السياسةُ الفلسفةَ وطالبت الفلاسفة بتحويل العالم لا بتأويله.


بدا مهدي، وهو ينبذ المُسيطر ويستقوي بالحقيقة، مهندساً ـ فيلسوفاً، يقترح مدينة فاضلة ويشرح سُبل بنائها، ويدعو إلى اقتلاع مدينة الإستغلال والطائفية والتبعية، ... عاش توتر العلاقة بين العلم والإيمان، وجعل من أسلوبه مرآة لحالم كبير، تحتاجه النظرية ولا يحتاجها في شيء كثير.


هو يبدأ وينتهي بـ " العقل الطوباوي "، الذي يستبدل بالمدينة القديمة مدينة جديدة، أو يدور حول "المثقف الرسولي" الذي يعهد إلى ذاته بإصلاح العالم متماهياً، ولهذا شخصنّ مهدي، في زمن الإنهيار، النظرية التي لا تقبل بالشخصنة، محاولاً أن يبث النار في الرماد، ومعتصماً بروح رومانسية أوصدت النوافذ الخارجية واكتفت بنافذة القلب... جامعًا بين راحة اليقين وعبء النزعة الرسولية، أراد أن يجسد الثورة والحزب والمعرفة، وكتب عن ماركسية منتصرة في زمن أفولها.


في مطلع السبعينيات الماضية، حين بدا الأفق واعداً، اجتهد مهدي في أن يكون "فيلسوف التحرر"، فكتب عن "نمط الإنتاج الكولونيالي"، الذي يعيد إنتاج أنظمة تعترف بمصالح الكون كله ولا تعترف بمصالح شعوبها، وعن "أزمة الحضارة العربية"، التي هي من أزمة أنظمة مستقرة ألغت معنى الأزمة ووطّدت الركود، ... وفي منتصف الثمانينات، حين كانت قوى التحرر سائرة إلى الغرق، آثر مهدي أن يوازن بين النظرية والتبشير، و أن يجعل من "المثقف العضوي" مثقفاً رسولياً يرفع ألوية الخلاص ويموت في الطريق. مارس خياراً أخلاقياً أقنعه، وهو المغترب البريء المعزول، أنه مدعوم من جماهير واسعة تسير إلى النصر الأخير.






يُتبع ..


 

عَلاَمَ غير متصل   رد مع اقتباس