منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - نعيبُ الضلوعِ الباليةْ
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-18-2014, 02:11 PM   #1
زيدون السرّاج
( شاعر )

الصورة الرمزية زيدون السرّاج

 






 

 مواضيع العضو
 
0 مي
0 وصل غير مكتوب
0 نفثة ألم
0 التيه الصفيق

معدل تقييم المستوى: 13

زيدون السرّاج لديه هالة مذهلة حولزيدون السرّاج لديه هالة مذهلة حولزيدون السرّاج لديه هالة مذهلة حول

افتراضي نعيبُ الضلوعِ الباليةْ


عقدانِ عُمْرِيَ لا أدري لِمَ السَّقَمُ
يا فصلَ بؤسي متى أُنعى وتُختَتَمُ

مللتُ طولكَ فارحل طاويًا وجعي
بعضُ البقاءِ ببعضِ الروحِ يأتَدِمُ

من لي بحملي بلا ظلي إلى فرحٍ
ينسينيَ الدمعَ في أفواهِ من ظُلِمُوا

أرقتُ حبري على جُرحٍ أصابَ بهِ
غيري الشقاءُ لعلَّ الجرحَ يلتَئِمُ

وحينَ أبصرتُ ذاكَ الجُرحَ في خَلَدِي
ما عادَ يسعفني حبرٌ ولا قلمُ

أُفضي إلى من بما ألقى ولا أذنٌ
أصغَت إليَّ وحابى ربَّها الصَّمَمُ

يجتاحُ صبحيَ جيشُ الليلِ منتضيًا
هَمِّي الصقيلَ فيغري صبحيَ السَلَمُ

يقضي عليَّ ويهديني إناءَ دمٍ
من نزفِ قلبيَ بئسَ الودُّ والكَرَمُ

يا لائمي نمتَ صفرَ الهمِّ في بلدٍ
بهِ تواكبُ مسرى نجمكِ النِّعَمُ

حَتَّامَ تبقى بما أخشى تعيِّرُنِي
وأنتَ تبرقُ لا خوفٌ ولا سَدَمُ

لو كانَ لي وطنٌ ما هدَّني حَزَنٌ
بهِ أنا أينما ولَّيتُ مُصطَدِمُ

ولا أتتني رياضُ الشامِ باكيةً
تُلقي بقلبي شِكاياتٍ فأزدَحِمُ

أجاءني الخوفُ مكبولاً إلى أَجَلِي
وصادرَ الوقتُ ما أمَّلتُ والأَلَمُ

ورحتُ أسألُ حزني أن يصالحَنِي
أنا القتيلُ ومني الحزنُ ينتَقِمُ

عقدانِ عمريْ وعامٌ والسنينُ بدت
في حزنِ عينيَ صدعًا ليسَ يَرتَدِمُ

من ينفضُ البؤسَ عن عِطفَيْ منىً عثرت
بي واستقرَّت بعَمقٍ عرضهُ قَدَمُ

ومن يعيدُ إلى تاجٍ بهِ أمَلِي
جمانةً ضاعَ لمَّا ضاعتِ النَّسَمُ

كالقطرِ يجلو غبارَ الروحِ مَقدَمُها
ويَكشِفُ اليأسَ حتى يُشرِقَ الحُلُمُ

لا يُسمَعُ النبضُ في صدري إذا احتبست
كأنَّها في عروقي المتعبَاتِ دمُ

حيِيَّة الطرفِ في أهدابِها خَدَرٌ
تذوبُ في فَمِها الأصواتُ والكَلِمُ

ضحوكة لا تراها وهْيَ شاحبةٌ
ولا تئنُّ ولا تشكو ولا تَجِمُ

تَنَكَّبَتنِي وعيشي رهن رؤيتها
وغادرتني ونارُ الحبِّ تضطَرِمُ

يا مُنيةَ القلبِ يا ذكرى انعتاقِ فمي
يا بردَ روحيَ يا حسنًا لديهِ فَمُ

سجينُ حبكِ زارَ الشيبُ زائرَهُ
ولم يفكَّ ألا يُدعى فيُتَّهَمُ

هذي حياتي براكينٌ تحوِّطُنِي
سأسكنُ القاعَ حتى ترعفَ القِمَمُ

هذي حياتي فضاءٌ ليس يعمُرُهُ
إلا الهموم ألا إنِّي بِهِ بَرِمُ

كم قد نظرتُ بمرآةٍ مغازلَها
لكي تُعلِّمَ ثغري كيفَ يبتسمُ

 

زيدون السرّاج غير متصل   رد مع اقتباس