( 2 )
حزنكِ كان عميقا ومايزال
بكاؤك الحميم على الغالي لا أستغربه أبدًا
كنتما اثنان تعلمان الناس الحب والود والوفاء
كنتما طائرا حب يرفرفان في عش واحد
يترنمان
يغردان
صوتك أماه يخالطه الأسى
نظرتك باتت متحسرة
عيناك تشتكي دموعك الهاطلة
والدي كان هنا
أبي قام يصلي
يقرأ القرآن
يسبح الرحمن
عن بداية الخلق
عن الأنبياء
عن أيام العرب
عن معاني الرجولة
عن العنفوان
عن عزة النفس
عن خطيئة التكبر
عن أجر التواضع
عن جميل الصنع دونما انتظار جزاء
علمني أبي التمسك بالصلاة
ألا أظلم أحدًا
أن نحسن لمن دخل بيتنا ولو كان مسيئًا لنا
وبعد كل هذا وفجأة يقول لي الطبيب في وجهي : " البقاء لله "
أيا أبي ويا والدي
أيا والدي ويا أبي
أبكيك ثم أبكيك
أبكيك فأبكيك
من لي بحجم قلبه
من ذا بطيب نفسه
من أين آتي بكل ذاك الكرم والإحسان
أيا أمي اصبري
أيا والدتي ربط الله على قلبك ..تحملي
يجيش ذاك الحزن فيك
عزائي الوحيد أنه في ضمان الرحمن
رحمك الله وغفر لك يا أبي الغالي ووالدي الحبيب