-
الحزن سيّد الليل ، يمشي بهدوء ، صوت خطواته بريء ، إنّما نحن نركض حتى نصطدم به ونحضنه خطأً ! يؤلمنا الاصطدام فنبكِ !
في شارعٍ ما .. لا يتحدّث إلا لسان الأبكم ولا تسمع إلا أذن الأصم و الأعين عمياء ! النورُ مُظلم والحدائقُ رمَاد و المَارّة أشلاء !
النَاي و البكاء و طفلٌ ممزّق الملابس يرقص في وسط الشارع شعره المُبعثر يسقط فوق أذنيه يُغطي عينيه و يده الصّغيره تحمل الحلوى !
النجوم آفلة والأحلام ساقطة و القمر مخسوف .. شهاب يمرّ سريعا يسرق الاهتمام لخزعبلة يُؤمن بها تافهوا هذه القرية يملؤونه بالأمنيات فيسقط وتخيب الوجوه !
كبد الرّصيف مليئة بالزجاج الجَارح بجانبها ذاك الثّمِلُ يرفع رأسه الثّقيل وحاجبه الأيسر ويُلقي عتَبه على الهواء وسبابته تُفلت الامساك بالخمر تنكسر الأخرى جانبه ولا يشعر !
الهواء نقي و الأنفاس ملوّثَة ، الأحلام كثيرة والواقع وَعِر ، الأصوات عالية لا تصل ، و رجلٌ هناك يجرّ قدمه ؛ كي لا يتّضح عرجه ويغريه طفل بالركض فيعرج مرحًا !
العبور على جسر الأحلام بحاجة زاد أمل و زاد قناعة وقبعَة طموح .. !