منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أنمو مثل قوقعة
الموضوع: أنمو مثل قوقعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2010, 12:06 AM   #2
وشـــاح
( كاتبة )

الصورة الرمزية وشـــاح

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

وشـــاح غير متواجد حاليا

افتراضي -



كنتُ أفكّر في العلاقة التي تربط الحظ والقدر .. هل الحظ قدر أم القدر بذاته حظ أم كلاهما ينتميان إلى نفس المعنى إن هي كلمة تترجم الأحداث .. ولكن اللغة ترى في ذلك دقّة أكثر!
المهمُ أني أقيسهُ بمدى سعادتي والفجأة والصدفة الحسنة.
فيما مضى, وكم هذا الذي مضى! .. سأكتفي بقول أيام التمهيد للذاكرة المُتخمة بتفاصيل لم أعِشها بالضرورة, كانت عائلتنا توشك على الذهاب إلى اجتماع ليليّ, تمامًا ككل الليال المسروقة التي تجمعني بك على مضض .. وحين نقفلُ عائدين ننوي أن لا نعود, ثم نعود!
تجبر أمي عنادي اليابس دومًا أن أرتدي ذاك الفستان الأخضر المصفرّ, وتتكتّمُ حنقًا وأنا أرتدي البنفسجي الآخر الذي كنتُ أعلمُ قبل أن يلقيكَ الحظ في طريقي أنك تحبه, أرتديه وأتركُ صوتها الغاضب يشحن الحظ البليد بالكهرباء لينتفض و يتوزع بسكون يوشك على الانفجار .. أخذتُ أدور على نفسي وأرى سعادتي "تنتفشُ" وترتفعُ مع الفستان وكلما زدتُ السرعة أصبحتُ منطادًا مشرعًا إلى الفضاء من الفرح, ألقاني الدوار على حافّة الكرسي الخشبي الذي احتطب بالثأر جانب عيني اليمنى, تمامًا كما يفعل البرد بمفاصلي .. كما تأكل السماء بالمنجل وجه القمر حتى أمسى هلالًا, تمامًا كما فعلتَ معي بالمفتاح.
قانعة, أننا لم نجتمع يومًا إلا وداخلنا يذوب بالصمت والحيلة بكيفية الذهاب, أنتَ من ثقب بابي و أنا أبحثُ بعيني عن الرخصة في جيبك, لينسلّ كلانا شيئا فشيئا مثل الغاز السام أسفل الباب ومن الشباك ولا أبالغ إن قلت من سقف الغرفة وفتحات التهوية .. تمامًا كتلك الرغبة في التبخّر حينما قال الحظ للمفتاح أن يعلَق ويحبسني قرابة نصف ساعة في دورة المياه وأنا لتوّي تعلمتُ كيف أقول اسمي بالكامل وأتلوّى من الخوف.
وقانعة, بأن الوسط الفارغ الذي يحوم حولنا ويحول بيننا, ممسوخ الملامح, الحائر بين السعادة و التعاسة سؤالٌ مرهق متحلّق نجهلُ بدايته ونهاية العلاقة التي صغناها بغرابة ونضعُ خلالها مخارج تؤدي لأول الطريق, بطائل الحديث الممتلئ ولا يعبرُ عن الحال على كل حال .. وبالكاد تشعر بوجودي أحيانًا حينما يفيقُ الصبح بمنقار عصفور, وأنا أجهّز لك قصيدة سرقتها من مكان قريب, أهندمها وأنمّق بها تحية الصباح .. ويوم أراك مثل كل مرة أراك فيها أضعها بين فكيّ وأبلعها قوافٍ مكسّرة مالحة لأنها عيناك تسترقُ من الباب مفتاحًا .. ولأنها عيناي تنقّب عن فرجة!
ليست معي تلك الألوان التي ترتديها النساء, ولا تكلّف النساء, وحتى كيف يتصرفن بالبهجة ويختلقنها, ولا معكَ كل الصدق لتؤمن بما تقول وما تنويه فعلًا مقابل عقد الاحترام الذي نقدس معناه ولن يكون تجسيده أبدًا إعادة ترميم الخدش الذي يجاور عيني اليمين, والذاكرة اليمنى التي زهقتَ لبّها بطرف المفتاح وأنت ذاهب تطبّق القدر المكتوب في اليوم البعيد من صغري.

الأمهات بهائل الرحمة من الله يعرفن شيئا من الوحي, فهي تمنعكَ عن قدرٍ بقول لا ..
و تؤمن لك بقدر آخر أقل تعاسة .. في ثوب أخضر وعينٌ لم تُصب بأذى .. ربما!


هل عصيتها يومًا!
حسنٌ .. ما الذي جاء بك!

 

التوقيع

وذا الماء مائي
وذا اليبْس يبْسي *

وشـــاح غير متصل   رد مع اقتباس