منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - عم نبحث !
الموضوع: عم نبحث !
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-13-2010, 07:13 PM   #1
مريم الخالد
( شاعرة وكاتبة )

الصورة الرمزية مريم الخالد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 475

مريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي عم نبحث !




دائما ما نشتكي ونتذمر بأن حياتنا مليئة بالمتاعب واننا تعساء ! بيد أن حياتنا ربما تشكل سعادة مطلقة لبعض الفئات من الناس
كذلك ان نظرنا لغيرنا نقول ما هذه السعادة التي نحن فيها !
يا ترى عمَّ نبحث !



رحلتنا معاكسة هي اليوم …. رحلة البحث عن الكمال
أصفها كالدوران في حلقة مفقودة .. كالسعي خلف السراب … من مسافاتٍ طويلةٍ يبدو مذاقه شهيا ً نحاول جاهدين التقاطه بكلتا يدينا ، لكننا وحينما تقترب منه أكثر فأكثر تخنفنا خيبة الأمل باكتشافنا بأننا أضعنا وقتنا باللهث خلف سراب … مجرد سراب

ترى لـِمَ لم تعد الزوجة تملؤ قلب وعقل زوجها ولـِمَ لم يعد الزوج هو ذاته فارس الأحلام الذي كان يراودها في أحلام اليقظة هل اكتشفت بأن الفرس الذي كان يمتطيه لم يكن أبيضا ً !
لـِمَ خيبات الأمل تلازم خطواتنا …. لـِمَ مازنا نبحث عن المحال !
جميعنا لدينا تلك العيوب التي قد نخفيها عن عيون الآخرين أو أن ندعي بأننا على أفضل حال من باب ( أنا لا أكذب لكني أتجمل ) ، تلك مسميات نحن من اخترعها ! {إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباءكم ما أنزل الله بها من سلطان }
لو حاولنا مثلا ً ان نقوم بعملية تصحيح لتلك العيوب ونعترف بها سوف يجعلنا ذاك في مصاف الذين لم يعودوا يملأون العقل والقلب بسبب عيوبهم التي تلاحقهم أينما ذهبوا !.
وأن ننشغل بأنفسنا وتجميل مكامن أخلاقنا بدلا من الهرب منها عبر ملاحقة عيوب الآخرين والبحث عن البديل
مشكلتنا أننا ننظر دائما إلى الجزء الفارغ من الكأس ، متناسين أو متغافلين عن محاسن ٍ قد طمسنا عيوننا عن رؤيتها
ربما رحلة البحث عن السعادة هي التي تقودنا للبحث عن الكمال فكلاهما متصل ببعض فحينما يشعر الزوج بنقص ٍ ما يلازم زوجته يشعره ذلك بالتعاسة التي تقوده للهرب خارج تلك القوقعة والمضي قدماً للبحث عن ضالته عن امرأةٍ كاملةٍ تعوضه ذاك النقص ، غير مدرك بأن تلك الأخرى ينقصها شيء ما قد يكون متوفر عند غيرها … وهكذا
هل الحل هو الرضا / القناعة ! بالرغم من أن كلمة القناعة تؤرق البعض ، ويهاجمها البعض الآخر ، وهل مفهوم القناعة تعيد التوازن لحياتنا والتغاضي عن أمور تعكر صفو رحلتنا نحو السعادة


هل المتعلمين والمثقفين هم أكثر الأشخاص بحثا ً عن الكمال ! وهل ذالك يزيدهم سعادة ً أم بؤسا ً ؟!

أرى أن زيادة المعرفة عند البعض هي التي تجعله ربما يبحث عن الكمال فلو كان يعيش على هامش الحياة يأكل ويشرب وينام ونظره لا يتعدى خطواته هل وقتها سيكون في كدرٍ وضيق ، وأن ثمة شيء ما ينقصه! إذن ما الحل هل يبقى على الهامش كي لا يقض مضجعه شيء !
نقارن ذلك حياة آباءنا وأجدادنا حينما كانوا يعيشون حياة بدائية بسيطة غير معقدة كتلك التي نعاصرها اليوم حياتهم كانت تتخللها مشكلات بسيطة وحلولها يسيرة
نظرة الرجل لزوجته آنذاك نظرة رضا وقناعة تامة وخضوع الزوجة لزوجها آنذاك كان خضوعا ً تاما ً أيضا ً
أما الآن في عصر العولمة والإنقتاح الذي لابد أنه قد أثر سلبا ً بشكل من الأشكال على تلك العلاقة الطاهرة بين الزوجين التي حباها الله برباط ٍ وثيق ورفعها لتكون من أطهر العلاقات التي عرفها الجنس البشري على وجه التاريخ ، فلم تعد القناعة تجمل صفات الزوجين ، بل أصبح البحث عن عيوب الآخر هو الشغل الشاغل في خضم رؤية الزوج لملكات الجمال اللاتي تفوقن على زوجته جمالا ودلالا وغنجا ، واحتكاكه مع الجنس اللطيف سواءً بالعمل أو الشارع أو مراكز التسوق .. الخ ، وتعاملهن اللطيف وتحليهن بصفات أو علم أو مكانة مرموقة قد لا تتحلى بها الزوجة
والعكس تماما ً- متغاضين طبعا ً عامل الجمال لدى الرجل- ، هنا المعضلة ، وهنا تبدأ أكبر مشكلة وهي رحلة البحث عن النقص
لكن ذاك الباحث يعود أدراجه خائبا ً لاكتشافه بأن الجمال زائل والدلال مغادر يوما ما والعلم مكتسب نسبي فيه زيادة وفيه نقصان ، أما دوام العشرة وتلك السنين التي ركلها بكلتا قدميه لن يعوضها أي رجوع ، أما تركيب مصل النسيان لن يجدي نفعا ً وقتها حينما فشلوا في فك شيفرة السعادة وجهلهم لأسرارها



في الختام أقول:

رحلة البحث عن الكمال ، رحلة شاقة عسيرة ، من يسير في دربها غير مدرك بأن نهايته خط لن يستطيع تجاوزه مهما بلغ جهده أو علت هامته
متى نصل إلى حالة اكتفاء ورضا بما هو ميسر لنا وما نحن منعمين به !

 

التوقيع

لم نعد نعرف كيف نرجع من لهيب أمنياتنا سالمين!
رسائلي
Twitter: @maryamalkhaled

رابط قناني على التليجرام:
https://t.me/maryam_alkhaled

لك الله يا سوريا!

مريم الخالد غير متصل   رد مع اقتباس