مع غناء الفجر وهمهمة الصباح الأولى ديم الكون تهطل لتبعث روحا هاجعة من رقدة الموت تنفخ فيها شعور الوجود للشق الأخر من الوجود وتجيز لها قِط الحياة لتمارس طقوس البعث من أعماق القبور
بين الموت والحياة ذوات صامتة تبحث عني " من أكون " ؟!.
ليل هاجع بين آلاف النجوم المزمجرة تتقد جمالا من الغضب لجحاد البشر نسوها وركنوها لسالف الزمان ، وسماء لبست السواد حدادا على مايُقبض ويُسرق ! ، وبشرٌ غُفاة على أمل الفجر الأتِ ، والبشر الصافنين بمجرات الحس والمادية
بين غضب النجوم وحداد السماء ذوات متيقظة تبحث عني " من أكون " ؟!.
يدق سمعي نداء البحر بأمواجه مستصرخا من أوج أعماقه أنا البحر المهيب أعماقي أضرحة للجيف وسر للكنوز الغابرة ، كم أرهبت الجبابرة فأنا رمز الغدر والغموض لكن لي قلب يتسع للهاربين إليّ والباكين حولي أرثي لهم في مدي وجزري وأجاج مائي يغسل أكدارهم ، أغدق على بني البشر مطرا جراء تبخري تحت سطوة الشمس
بين غدر البحر وطيبته ذوات عائمة تبحث عني " من أكون " ؟!.
مع بهجة الفصول الأربعة وترنم الأطيار بين السماء والأرض وعقيدة الصمود للأشجار وأنفة الجبال وعزتها وأزيز الريح الراجز سحقات التاريخ ، مع تماسك الصُلب وتفكك الرمال وغي السلم وفلق الحرب وقوة الاسوار وذكاء المفاتيح وكل آيات الحياة ذوات ترمقني "من أكون " ؟!.
* نص من نصوصي الفلسفية الفكرية كتبته قبل ست سنوات