صباحك خير أخي بندر
ذكرتني بحادثة حصلت لي منذ ما يقارب الـ 15 عاما ..
بعد ولادتي إبنتي الصغرى (رغد) ..
كان بين الموت وبيني شعرة .. أحسست بأعراض السكتة القلبية..
أذكر ذلك الحدث جيداً ..
الآن وأنا أقرأ كلماتك مر شريط الذاكرة وكأن الذي حصل كان بالأمس ..
خفقان.. تعرق .. ألم في الصدر والبطن .. غثيان .. وهن ..
كلها اصابتني في لحظة وضعت رأسي على حضن اختي
وأنا أقول: راح اموت .. سامحوني كلكم لو غلطت في حق حدا فيكم ..
أسعفني والدي (رحمة الله عليه) إلى أقرب مستوصف ..
في السيارة وأنا بحضن أمي بينما كنت شبه فاقدة الوعي واسمعها
تصرخ بحسرة .. كنت أتضرع الى الله من أعماق قلبي ..
يااااااااااااا رب لست ممن يعشقون الحياة كثيرا لكن لدي ابنة مريضة تحتاجني .. مد في عمري لأكون بجانبها ..
أعلم يا رب أنك بها ستكون أرحم ولكن من لها بعدي ..
وكان أملي في الله كبير ..
نزيف داخلي فقدت على أثرة الكثير من الدم ونقلت بعدها بسيارة إسعاف
من المستوصف إلى مستشفى أرامكو ..
وقد سمعت طبيب المستوصف يقول لأبي: إبنتك بين الحياة والموت
فالدم يتسرب لكل انحاء جسدها ..
يجب أن تنقل بأقصى سرعة للمستشفى لإجراء عملية لإيقاف النزيف فإن كتبت لها الحياة فمن الله ..
وإن رحلت فهي مشيئة الرحمن لا اعتراض عليها ..
وكتب الله لي عمراً آخر لأعيش من أجل إبنتي وبقية بناتي وأراهم يكبرون ويمضون في سبل الحياة بما كتب الله لي ولهم ..
الحمدلله كثيرا ..
أخي بندر .. أعلم جيدا أنك تؤمن بقضاء الله وقدره ..
وأن كل إنسان لا يموت إلا عندما يحين أجله ..
وأن لكل شئ سبب .. وأنك ما فتحت هذا المتصفح إلا لأن قلبك الإنسان يطمح في العفو والمغفرة من الله قبل خلقه ..
وتأكد جيدا أن من يحمل قلباً كقلبك لا نملك أمامه إلا التسامح ..
أطال الله في عمرك .. راح تكبر وتصير شايب وتشوف أولادك وتشوف عيالهم وانت طايحه ضروسك ..
ويتمسخروا عليك ويقولوا جدنا الشايب بندر طايحتن ضروسه..
الله يسامحك على هالصبح .. بكيتني وأنا ما يبي لي شي وأبكي ..