[ فكرة واردة ]
*
الناقد : ينبغي أن يتعامل مع النص على مبدأ أنه عدوه [ حتى يثبت أنه صديقه ]
بمعنى قدّم الشاعر نصّه ، هو قام بالفعل ، إذن يتبقى ردة الفعل .. ردة الفعل المنطقية
هي الناقد ، وردة الفعل التأويلية الإنطباعية هي المتذوق ، هذا ليس بالضرورة أن يتفق
مع هذا ، الناقد تهمه الجودة ، ينظر للنص بصفة عامة بكل جهاته واتجاهاته ، المتذوق يستشعر
مايلمسه ، يبحث عن نفسه داخل النص لاتهمه الجودة الشمولية يقبل بالجودة الجزئية ، والناقد لايفعل ذلك
مثلما مارس الشاعر حريته في كتابة شعوره ، يمارس الناقد حريته في كتابة ردة فعله وإظهار وعيه تجاهه .
وهذا لايعني أنه يصيب في كل شيء بل في أكبر قدر ممكن ، لأنه يصيب في الثوابت وقد تخذله أحياناً
ماورائيات النص التي لايعلمها إلا الله ثم الشاعر ولكنه يبقى مصيباً من جهته ، وليس بالضرورة أن يتفق معه الشاعر
فكلاهما مصيبان فيما لو قلنا أن الشعر حمّال أوجه ، ماأريد قوله أن أي نص أدبى مهما تناوله الناقد باأكاديميته ، هناك جزء آخر يعود لآدميته
وهنا يدخل الإنطباع الذي يندرج تحت التأويل أكثر من التأصيل .