منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - و تحبسُ المطرَ و تصلّي !
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-16-2008, 11:50 AM   #7
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد يسلم مشاهدة المشاركة


عندما تكتُبُ هذه الــ منال، لا تريدُ من الكتابةِ وصولاً ولا من الوصولِ كتابةً، بل تريدُ للأرواحِ أن تخلُقَ من الماءِ ما تشاءُ لـ ينبتَ نبضاً غضاً شفيفاً.,


هذا النص النثري أعلاهْ، أتت لغةُ التعبيرِ فيهِ مُقتَرنةً بـ الأفق الفكريْ، رغم إعتمادْ الكاتبة أسلوبْ التسللِ إلى الوجدانْ بـ عمقٍ مُتفاوتٍ حسبَ متطلّبِ الصورةِ في سياقِ الجملة، ثمة قانون أُطلِقُ عليهِ -الوعيْ المُتخيَّلْ-، والذي يجبِر كاتبُ النصِّ القارئَ من خلالهِ على إقتسامِ حالةِ الخيالِ مناصفةً معهُ لأنَّ بعضَ النصوص تأخذُ منحى الفهمْ المُتصوَّر من قبلِ العقلِ الباطنِ لـ قارئها؛ وعليهِ يتركُ الكاتبُ مجالاً واسعاً من الوعيْ المتخيِّلِ في ذهنه ويبثُّ بعضاً من ومضاتهِ في جزئيات العمل الأدبي.


وجدتُ صورةً داخلَ (الصورة) في العبارةِ التالية: (( و أنَّ بيني و بينَ اسمكَ وطنٌ مِن حكايا الضّوءِ الغارقِ في النّدى )) حقيقةً تخيُّلُ الكاتبةِ لحصرِ الوطنِ في عنقِ زجاجةِ الضوء في وقتٍ تسامرُ حكاياهُ الندى يعكس عمق الغربة وحالاتها المختِلفة، أذهلتني هذه الصورة جداً ووقفتُ عندها طويلاً.

منالْ: أعتذر لكِ عن فوضويّتي أعلاهْ، لكن هذا النصّ أجَّجَ في داخِلي بُعداً لـ مـفهوم تأمُّلِ الحالةِ الأولى والإغترابِ المُزدوَجْ؛ قد أعودُ لاحقاً بـ رؤيةٍ نقديّة لهْ - علَّني أوَفّقْ-..


شكراً من القلبْ،
لـ منحِي هذه المساحةَ من العمق.

حبي وتقديري

الأستاذ محمّد يسلم :

النّصُّ - أي نصّ - يحلمُ بالولوجِ إلى القارئِ بأحد طريقين : إمّا عقلهُ و إمّا روحه , و قد يكونُ الاثنانِ معاً و هذا يعتمدُ حتماً على فطنة القارئ و قدرتهِ على التّحليقِ ضمنَ خيالِ الآخر باعتبارهِ واقعاً موجوداً استنبط منه الكاتبُ تصويراتهِ و تشبيهاته , يلزمُ لذلكَ حتماً عدم التقوقع على الذّاتِ و قراءة النّصوص من زاويتها - و حسب - , فذاتُ القارئِ إذ تدخلُ في قراءته تمنحُ الكاتب ما صبا إليه و هو تماهي خيالهِ بخيالِ القرّاءِ حتّى يُشكّلا كلّ مرّةٍ مزيجاً فريداً من المعاني , ربّما غاب بعضٌ منها عن الكاتب نفسه .

بعيداً عن ذلكَ , فقراءتُكَ منحت النّصَّ مطراً آخر و عودتكَ برؤيةٍ نقديّةٍ لهُ ستُسعدني و سأنتظرها , و اطراؤكَ الجميل الأنيق حفظهُ هذا النّص جيّداً ,

شُكراً جزيلاً لحضوركَ و هطولك أستاذ محمّد ,

تقديري !

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس