ألا يا بارق الغيب اقترابا ويا غيث الخيال ألا انسكابا
ويا حلم السرائر هل تواري وراء براق طيفهم الغيابا
ألا من مرسلٍ مني اليهم بأن الوعد يحملني اكتئابا
تذكرت العيون على مغيبٍ كغيث القلب ينهكه اضطرابا
فهل برق الزمان بوجه حلمٍ وهل نزفت مآقيه العذابا
وهل رفعت أكف الوجد أفق تعانق في لواحظها السحابا
ألا يا دمع آهات رمتني على حزن تمزق فاستطابا
ليوم راحل بوريد يوم وفجر غار شاطئآنا فغابا
يمزقني اختلاج الصمت سرا على شفة لماضيها كتابا
ويبلغني عنان الهجر دوح لساعات تبتلها احتسابا
فكم طافت نجوم في دجانا وكم جرح نمزقه انسحابا
وكم مرّت على شطآن عمري قواربهم تبعثرني سرابا
فما ردت قوافلهم بوهم ولا عادت صحاريهم يبابا
فما بال الرحيل سماء برق بماض مرّ بعدهم وغابا
ومابال الحنين رفاة عهد دفنا فيه من ألم شبابا
ألا يا راحلين ببعض قلبي ويامن كان هجركمُ عقابا
سنين العمر من أسف تغني بلا لغة لسائلها جوابا
غدا سيؤول ذكرانا رعودا تمزق في مآقيكم سحابا
فلا شمل يمدّ يدا إلينا ولا وصل ترون له شهابا
أما كان الخصام كجام جمر سُقينا من مراشفه العذابا
وكنا في كؤوسكم عطورا كريح البدر لذّ بنا وطابا
كذاك العمر في الصفحات يطوى تُرابًا ضمّ من ألمٍ تُرابا