.
.. ما زال دعبل مائلا إلى مُسلم بن الوليد
مُقرّا بأستاذيته حتى ورد عليه جرجان فجفاه مُسلم !
فهجره دعبل وكتب إليه .. ]
أَبا مَخلَدٍ كُنّا عَقيدي مَوَدَّةٍ
هَوانا وَقَلبانا جَميعاً مَعاً مَعا
أَحوطُكَ بِالغَيب الَّذي أَنتَ حائِطي
وَأَجزع إِشفاقاً لِأَن تَتَوَجَّعا
فَصَيَّرَتَني بَعدَ اِنتِكاثِكَ مُتهِماً
لِنَفسي عَلَيها أَرهَبُ الخَلقَ أَجمَعا
غَشَشتَ الهَوى حَتّى تَداعَت أُصولُه
بِنا وَاِبتَذَلتَ الوَصلَ حَتّى تَقَطَّعا
وَأَنزَلتَ مِن بَينِ الجَوانِحِ وَالحَشا
ذَخيرَةَ وُدٍّ طالَما قَد تَمَنَّعا
فَلا تَلْحَيَنِّي لَيسَ لي فيكَ مَطمَعٌ
تَخَرَّقتَ حَتّى لَم أَجِد لَكَ مَرقَعا
فَهَبكَ يَميني اِستَأكَلَت فَاِحتَسَبتُها
وَجَشَّمتُ قَلبي صبرَه فَتَشَجَّعا