منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2008, 03:19 PM   #14
عُهود عبد الكريم
( أُنْـثَـى اَلْمَـطَـرْ )

Smile :)




فاتحة: أان لا أنسى ما يعجبني !
لقد شرفني ابحث بــ إلتقاط صورة أخرى عن الجواهري .. وتذكرتك يا سعد نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فأتيت هُنا من أجل الجميع ومن أجلك نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
----------------------------------------------
تسليط الضوء على كتاب المرأة في حياة وشعر الجواهري نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الجواهري لا يجد في المرأة إلاّ تلك الشمس التي تشرق، وبدونها تموت الأشياء.هي عصب الحياة، هي روح الزمن، هي الضوء الخافت من بعيد للغارق بالحزن، والفنار لمن يطلب النجاة في البحر، هي( الحنين) للأرض. فهو الذي عاش محن الوطن وخبر مصاعب بلاده، ونادم الملوك والأمراء. يجاهد من أجل الأفضل ومستقبل واعي ولم يتوان في خطابه الشعري أيضاً للمرأة .. ففي قصيدة " حنين" التي نظمت عام 1949 يقول:
(( أحنّ إلى شبح يلمح بعيني أطيافه تمرح أرى الشمس تشرق من وجهه وما بين أثوابه تجنح )).
معلقاً روحه بطرف أمل، وكأنه يتخطى أقاليم الرغبة داخل لحظة لعلها تلد شيء يوقظ الهمس الثائر من حوله، إن هذا الامتداد في الرؤية يؤسس عالم الجواهري ويؤثث إرادته في عزم الأمور حيث يقول:
(( كأنه بهامته منبعاً من النور، أو جمرةتجدح)).
يمارس الهدم على كل أشكال الموانع ويجازف في التجاوز على مفاهيم العلاقات الداخلية، والشعر عنده ادخار وجذور يتعامل معها بسلام. علاقته منحوته بدقة لذا نجده قائلاً:
(( أحن إليه بليغ الصموت معاينة عن نفسها تفصح
تفايض منه كموج الخضم أو لحن ساجعة تصدح
)).
لا يكلف مسالك الوحدة واللغة وروحه الشفافة تجاه هذه المخلوقة التي سلبته وأعطته كل ما يمكن أن يكسبه أو يخسره بأضيق المراحل وأعمق التوالد. المرأة عنده بلدهِ الوحيد وأخص خصائصه.
هي نشيد القلب والصاعد من الأنفاس.. قراره في كتابة الشعر لا يفقهه، ولكن علاقته بالمرأة واهتمامه سر يفهم معانيه كما يقول:
(( كأن الدهور بأطماحها إلى خلقه مثله تطمح
كأن الأمور بمقياسه تقاس فتؤخذ أو تطرح
)).
يعيش فهما حقيقيا في تقويم العلاقات الإنسانية ووجودها عنده ليس عشوائيا لا يسأل نفسه من أي ضلع خلقت لذا يوليها اهتمامه أكثر من باقي الأشياء وبحذر شديد حتى لا يسيء إليها. أنه متعصب في طرح الإطار الذي يحيطها، في نظره المرأة جوهرة لا يمكن أن تترك من دون عناية.
وحدها تعرف كيف تصد ثورات غضبه إذ يقول:
(( يشد جناني بعزماته ودمعي ببسماته يمسحويبرد نفسيبأنفاسه إذا لفني عاصف يلفح ))
بوعي يُقَلِّبُ أوجاعه وبعطف يلجأ إلى تعابيره. يحبك المفردة ويدلل الكلمة ويدمج أنفاس الحروف في نسق مألوف ترفع خلخلة المعاني، ويدغدغ بنيته التعبيرية بدقة لا تفسد فكر القارئ أو تخدش المتلقي. يقدم الصورة الجميلة والجليلة نلمس ذلك في هذا المقطع:
(( فياليتني بعض أنفاسه لأمنح منهن ما يمنح
وياليتني" ذرة" عنده لأسبح في فلك يسبح
)).
وفي المقطع الأخير من قصيدة " حنين" التي يبدأ به أول القصيدة:
(( أحن إلى شبح يلمح بعيني أطيافه تمرح )).
ينسجم الشعر وتدرك حدود البعد الإنساني الرائع في وصف الحالة الوجدانية، ويقف على ركائز ألم الحنين المرير الذي يشبه خرير الغدير في أُذن عطشان بصحراء لا يملك غير التحسس للماء ولو على أمل ضعيف يعيشه في تحقيق هذه الرغبة العنيفة، الجواهري يملك حس مرهف ووجدان عميق تجاه المرأة والشيء المعاش فكان الشعر هو الصوت الباقي من بعده، فهو لم يقلد أحد. رسم قصيدته بميزة خاصة خلد ككروان يصدح في عالم المرأة بما قدمه لها من قصائد جليلة كعروس بنقاء ثوبها الأبيض.
:
وهذه قصيدة قالها وهو يرثي شقيقة روحه (نبيهة) التي دفنت في منطقة السيدة زينب
نبيهةٌ : أنَّ الحَياةَ مّلعَبَهْ
ونحنُ فيها طَابَهٌ ومضرَبَهْ
رَهْنُ اللّيالي كَيفَ ما دَارَتْ بنا
كَعَقْرَبِ السَّاعَةِ رَهنُ الذَّبْذَبَهْ
حبيبتي نبيهةٌ كيف ذَوَتْ
معجلةً بَسْمَتكِ المُحَبَّبَهْ؟!
كيفَ أنطوَتْ تلكَ اللَّيالي طائفاً
ما كانَ أشهى زُوْرَهُ وأكْذَبَهْ؟!
حبيبتي ونحنُ والخَلقُ مَعَاً
أسرى طُيُوفٍ حلوةٍ وَمُرْعِبهْ
نَجتازُ ألفَ غَصّةٍ
تَعتَاقُنا . . . نَاسِينَ هذي العَقَبَهْ
ما أخبثَ العُمرَ بما يخدَعنُنا
حتى نَخالَ أنَّهُ ما أطيَبَهْ
يُمرِضُنا غَدرَاً ...وَرَيتَ نَنتَهي
نُسقى الدَّواءَ عَلقَمَاً لنَشربَهْ
كَمْ ميتَةٍ لَفَّتْ وَحيدَ أمِّه
لا أمَّهُ فَدَتْ به ولا أبَهْ
أتعبَ بالذِّكرى ، الشَّقييِّنَ بِها
وهوَ بما لاقاهُ أنهى تَعَبَهْ
حبيبتي نبيهةٌ سَنَلتقي
عَما قَلِيلٍ عندَ هذي المَتْربَهْ

ام فرات
تزوج أم فرات ، فتوفيت عام 1939 ، وكان الجواهري يصطاف في بيروت ويتغزل ببلدة بكفيا قبل أن يقرر الفرنسيون الذين هاجمهم إخراجه من ابنان ، فتوجه بعد سماع خبر وفاتها إلى العراق ، ووقف على قبرها :
(( في ذمة الله ما ألقى وما أجد أهذه صخرة أم هذه كبدُ
قد يقتل الحزن من أحبابه بَعِدوا عنه فكيف بمن أحبابه فقدوا
تجري عللا رسلها الدنيا ويتبعها رأي بتعليل مجراها ومعتقد
أعيا الفلاسفة الأحرار جهلهم ماذا يخبئ لهم في دفتيه غد
))
ويقول ايضا
عزت دموعي لو لم تبعثي شجناً رجعت منه لحرِّ الدمع أتبرد
خلعت ثوب اصطبار كان يسترني وبان كذب ادعائي أنني جلد
بكيت حين بكا من ليس يعرفني ونحتُ حتى حكاني طائر غردُ
كما تفجر عينا ثرة حجر قاسي تفجر دمع قلبي الصلد

والإنسان حين يصبح مسير وليس مخير، وكفه تعلو وتهوى حسرات تغمس بالحزن العميق يؤثر به مشاهدة الموجة تلو الموجة بين شخوص لا يجد فيهم أيّ عزاء، ويخالط حواسه بعض الظلمة لحميمية الموقف وتتجلى أمامه عواصف الدهر، والجواهري أخذت التجربة عنده معناً آخر غير الإحباط المتذبذب، وتبنى البحث عن علاقة تحمل التساؤل وتشمل المعالجات لنقل التأثير بالذي حدث وتحويله إلى نغمات فوقية في قصيدة " أناجي قبرك" فيناجيها:
مدي إليّا يداً تمدد إليك يدُ لا بد في العيش أو الموت نتحد
كنا كعشيقين وأنّى واحداً قدراً وأمر ثانيهما من أمره صدد
ناجيت قبرك استوحي غياهبه عن حال ضيف عليه معجلاً يفد
ورددت فقرة في القلب قاحلة صدى الذي يبتغي ورداً فلا يجد
ولفني شبح ما كان أشبهه يُجَعِدُ شعركِ حول الوجه ينعقد
ألقيت رأسي في طياته فزعاً نظير صنعي إذ آسى وافتأد
أيام إن ضاق صدري استرح إلى صدرٍ هو الدهر ما وفى وما يعد
لا يوحش الله ربعًا تنزلين به أظن قبركِ روضاً نوره يعقد

استعار الجواهري ملاحظاته من ذكريات لفحتها نفسه المتفحصة دروب تسير لم تتجاهل احد، وتؤرقه لحظات مسبوقة لعمر قد لا يكون فيه غير العقل وهو المملكة التي تحوي الغرائز، لذا يريد أن يبعد عنه شبح الخوف ويترك العنان للذكريات تختم القصيدة بتأنٍ وهدوء إذ يقول:
لعلي قارئ في حر صفحتها أيُّ العواطف والأهواء تحتشد
وسامع لفظة منها تقرظني أم إنها – ومعاذا الله - تنتقد
ولا قط نظرة عجلى يكون بها لي في الحياة وما ألقى بها، سند

ام كفاح
وتزوج ثانية من أختها أم كفاح التي رافقته حتى السنوات الأربع الأخيرة ، وقد توفيت ودُفنت في دمشق ، فبكى على قبرها.
وكان قد كتب لها في السبعينات رسالة وفاء لكفاحها الكبير:
منّي إليكِ سَلامٌ لا يَقُومُ له *****حُسْنِ اليَرَاعِ ولا يَقْوَى بهِ الوَرَقُ
سرنا على الشَّوكِ يُدمينا ونألَفُهُ*****وَفي مَفَاوِزَ تَرمينَا وَنَلتَصقُ

و متى يفكر الجواهري بالموت ؟ في حالة الجنس عندما يكون مع امراة في اول قصيدة التقطته عام 1921م قصيدته جربيني في ديوانه الاول ( متعيني قبل الممات فما يدريك كذا ما بعده وما يدريني ) فيقول لها قبل ان اموت دعيني اتمتع عكس الشعراء الاخرين اذا ابتعد عنها ان يلتقيها في الحشر هكذا كان شعراء عذره انه اذا لم يلتقي مع حبيبته في هذه الحياة يكون في الحشر كما يقول شاعرنا القديم اما الجواهري فلا في الحشر لن نلتقي فهي ستذهب الى الجنة وهو الى النار فهذه ظاهرة التقطتها عند الجواهري لماذا ؟ لكثرة انحيازه الى المراة يستكثر عليها ان تتحمل المسؤولية فدائما يخرجها من المسؤولية ولا يحملها أي مسؤولية وهم كلاهما في مشهد واحد واذا كان هذا المشهد جنائي فالجناية على الاثنين واذا كان مخالفة شرعية فالمخالفة على الاثنين فانتما كلاكما يا جواهري وصاحبته في مضجع فالعقاب على الاثنين والجواهري لا يعاقب نفسه فيقول انا في جهنم ويصف حالته وهو في جهنم المعرى على يساره والشيخ الزهاوي مقعد على يمينه , والشيخ الزهاوي مقعد عن يميني فاحتج الزهاوي رحمه الله حيث كان حيا في ذلك الوقت فهو توفي سنة 1936 والقصيدة عام 1929 قال له لماذا يا جواهري ؟ انت وضعتني في النار وكذلك وضعتني مقعد دعني اسير في النار لماذا مقعد فقصته مع تنزيه المراة وعدم تحميلها المسؤولية تابعتها ورايتها في اخر قصائده التي كتبها في براغ جربيني ..!
جربيني من قبل ان تزدريني
وإذا ما ذممتني فاهجريني
لا تقيسي على ملامح وجهي
وتقاطيعه جميع شؤوني
أنا لي في الحياة طبع رقيق
يتنافى ولون وجهي الحزين
قبلك اغتر معشر قرأوني
من جبين مكلل بالغضون
وفريق من وجنتين شحوبين
وقد فاتت الجميع عيوني
اقرأيني منها ففيها مطاوي
النفس طراً وكل سر دفين
متعيني قبل الممات فما يدريك
ما بعده وما يدريني
ودعيني مستعرضاً في جحيمي
كل وجه مذمم ملعون
عن يساري أعمى المعرة والشيخ
الزهاوي مقعداً عن يميني
احمليني كالطفل بين ذراعيك
حناناً ومثله دلليني
وإذا ما سئلت عني فقولي
ليس بدعاً اغاثة المسكين
لست أماً لكن بامثال هذا
شاءت الامهات ان تبتليني

------------------------------------
ملامح الجواهري نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
شُكراً للمكان الذي نقلت منه هذه المقتطفات نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

|[.... القراءة تُطفئ غضب العلم ....]|

عُهود عبد الكريم غير متصل   رد مع اقتباس