منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - وحي الحمامتين
الموضوع: وحي الحمامتين
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2007, 01:20 AM   #1
عبدالرحيم فرغلي
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالرحيم فرغلي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 4846

عبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي وحي الحمامتين





نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


لا يدري كيف يشكرها وقد أهدت إليه هذه الصورة في الوقت الذي أجهده الشوق إليها .. فكتب :ــ

===============================


الامتنان حفلة مطر .. وحدها ملامحك من تشرب البرق وتغني ، لسانك مزدحم بربيعٍِ ثرثار .. له رائحة الأطفال ، وقدماك وسادتان محشوة بهتان رقيق ، قامة الكون تتعثر بقلبك .. وتنكفئ على ظهرها ضاحكة ، تشعر بقلوب كثيرة تفيض منك .. كل قلب يضجرك بحديث ، هاأنت ترى الهواء ولأول مرة يدلل نفسه ويتنفس عطراً ، والنافذة هناك تخصّر ستارتها وتغمز لك .. فتقول لها (( هيا .. حتى أنتِ )) .

هكذا هي .. رقيقة كأنفاس المؤمنين .. يجلون لك خفي المعاني .. يتركونك وأنت ترفس الأرض وتسمو .. تزهو بنفسك حين تتوضأ بالنور وروحك أطهر من غيمة ، تُلقي إليك بكلمةٍ قد تعطرت لتوها بقمرٍ ثري .. فتكتنز ضياء وتشتعل كل شموعك المطفأة ، حديثها طفل تُسلمه إليك .. وعليك أن تقضي بقية عمرك .. تربيه ، تذوب أمام روحها ضعفاً لترى أن الصخر قد يتباهي بصلادته لكن ليس في حضرة الماء ، هي رائعة .. أروع ما تكون أنثى .. تباً .. لِمَ الآن تتذكر قول أحدهم ( هكذا نحن .. نُلبس من نحب هالة من التفرد والجمال .. ولا ندري .. الأنهم جديرون بهذا ؟ أم لنُرضي في داخلنا كبرياء السقوط ) .

سئمتَ من شارع العمر الطويل .. ومرآة الذكريات العاكسة لماضٍ بخيل ، وحده الحب من يدور بك ليلدك في حارتك القديمة .. لتراك في زقاق ضيق تلتهم حلوى بسمتها بسرعة فلا يلحظك أحد ، تؤلمك .. فتركض إلى دثار يسترك .. لتمنحه كل دموعك .. وأنت تدّعي النوم ، فإن وهبتك رضاها .. تسلقت أشجار الحارة .. هزمت كل الأطفال الشريرين داخلك .. لعبت في الحصى والطين .. وتعود ليسكنك البياض كهاتين الحمامتين .

كم من مساء .. أسبلت عين القمر وهربت معك لجنائن الفكر والأدب .. تتسكعان على أرصفة المعاني هنا وهناك .. تشربان القهوة بروح نقاش مثير .. ولعلك تخلع فردة حذائك القديمة فتشعر برأسك محتاجاً لعكاز يسنده ، تُلقي إليك بالفكرة معطرة بروحها فلا يكون منها الفهم والشرح إلا أن يكون الضم واللثم ، تنثر إليك خصلات بوحها على رفوف النخل ، ولربما اشتد بينكما النقاش ..كنت تغضبها .. لن تستطيع بعد اليوم خصامها .. فإن فعلت .. قالت هديتها (( هيا فلتصالحها )) .. وإن أذنبت قامت إليك الحمامتان .. مستغفرة .

بت تكره الشوق .. يجيد بعثرتك .. كمطر تركله الريح .. كسوق لا يمل الثرثرة ، تهرب من البوح لها بكل تفاصيل شوقك .. فقد تثير شفقتها فتمنحك شوقاً مصطنعاً يزيد بؤسك .. تكتمه فيتشظى داخلك وتطفح على وجهك قطعه المكسورة ولعلها ترى فيك حينها عاشقاً هزيلاً لا يليق بقلبها ، تخاف أن يمتد بك الشوق .. فتُسكتك الصورة ويقول لك لسانها : (( وإن افترقنا .. فروحينا متعانقتين كهاتين الحمامتين )) .

آآلان تذكر ماضيك التعس ؟ .. يوم كنت ترى العمر كأشجار الأثل .. لا تسقيه ويصر على الوفاء ، تلبسك المساءات فقط لتكوم فيك الشوارع النتنة وتنصبك كسيارة مهشمة تدعو للرثاء ، تُطعم قلبك مخدرات الأمل المهرّبة من تجارب خائبة ، حسناً .. لم تمنحك الحياة سعادة بهذا القدر .. فأنت تخشى الفقد .. أن تعود لخرائب الذكريات .. تؤثثها .. وتحشرها في فم القمر المسكين .. تخشى أن يرزأك القدر بفراقها .. وتطير الحمامتان .


 

التوقيع

المدينة المنورة ،، حيث الحب الكبير


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحيم فرغلي ; 03-11-2007 الساعة 01:22 AM.

عبدالرحيم فرغلي غير متصل   رد مع اقتباس