منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - زجاج الذّاكرة الزّرقاء !
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2007, 05:17 PM   #1
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي زجاج الذّاكرة الزّرقاء !


أعترف ..

لا يمكن لمتمرّدةٍ مثلي دخولَ جنَّةِ النِّسيان

تأشيرةُ دخولِ ذلكَ العالمِ الورديِّ لا أمتلِكُها

فأنا أعتلي سفينةً تموجُ في بحرك

يظلِّلها قوسُ قزحٍ يطلُّ من عينيك

وأحتاجُ مئاتِ السّنين الضّوئية لأدورَ في مداراتِ كواكبِ كلماتك


أعتَرف ..

لا يمكنُ لعاشقةٍ مثلي أن تتّخذ رصيف الغياب ذاكرةً جديدةً

مليئاً بزجاجِ القلبِ المهشم تهدرُ عليه آخرَ قطراتِ دمها السري

وتمارسَ فوقه رقصةَ الموتِ الأخير على إيقاعِ طبولِ الجنون

ثم تتساقطُ فوقه ركاماً دامياً يقطن أعمقَ ثقوبِ الرُّوح !



أتدري أنّني مُذ هدرتَ دمي

أعاني كل أمسيةٍ هلعاً راياتٍ سوداء

تخفق في أعالي أنوثتي حداداً

وأنّني أرسمكَ كل ليلةٍ في لوحاتي

بفرشاةِ الشوق .. ثم أعودُ فألوِّنكَ بالأسود !

أتدري أنه في كل انتشاءٍ بذاكرةِ صوتك

يهاجمني الحزن بمخالبهِ الرّماديةِ القسوة

ليتركَ على ملامحي آثارَ اغتيالهِ لهفتي .. ذاتَ أنانيّة !

....

أتساءلُ كساقيةٍ .. كيف استطعتَ فقط

تحويلَ مساراتِ اللّهفة إلى بئرٍ مهجورٍ للذَّات ؟

وكيف لمقيدةٍ مثلي أن تخرجَ ذاك الدلو

من بين دفَّتي كتابِ المغفرة ؟

كيف وأنا أعاني الانكسار وأمارسُ آخر انتحاباتي

على شاهدة الشَّرارةِ الأولى

تريدني أن أغنيَّ بصوتٍ عالٍ للرَّبيعِ الهاربِ من شتاءِ الفقد ؟

كيف وأنا أعاقرُ الموت تريدني أن أحتضنَ يديكَ

وأنفخَ فيها تعويذةً تقينا شرّ الوداع ؟


كيف

وكيف

وكيف ...

ولماذا ..

واللّغة لم تعد تتّسع لكلِّ استفهاماتي الواقفةِ كنصبٍ تذكاريٍّ في ساحةِ الذَّاكرة !!



 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس